قيادات عسكرية: العراق آمن وحصن منيع بوجه الإرهاب

الثانية والثالثة 2024/12/01
...

 بغداد: شيماء رشيد

أكدت القيادات العسكرية والأمنية، استتباب الأوضاع الأمنية عند الحدود مع سوريا، وشددت على أن قواتنا المسلحة جاهزة بمختلف صنوفها للتصدي لأية محاولة تسلل للعناصر الإرهابية على خلفية الأوضاع الأمنية المضطربة في حلب وإدلب، بينما حذر النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي من خطورة التحركات الإرهابية الأخيرة في سوريا، وتداعياتها على الأمن والاستقرار في البلاد
والمنطقة.
ودعا المندلاوي في بيان صحفي صادر عن مكتبه الإعلامي، أمس السبت، تلقته "الصباح"،إلى إعلان الجهوزية في صفوف القوات الأمنية لتأمين حدود البلاد، ومطالبة القادة الأمنيين بإجراء زيارات ميدانية للوقوف على الاستعدادات والإشراف على العمليات في الحدود.
وأشار، إلى أن "الفشل الذي لحق بالكيان الصهيوني في لبنان وغزة، وعجزه عن تفكيك وحدة الساحات المساندة لفلسطين، دفعه إلى إعادة تفعيل ورقة الجماعات الإرهابية على الساحة السورية"، منبها إلى أن "مجلس النواب سيتابع هذا الملف بشكل مباشر لضمان اتخاذ التدابير الأمنية".
ووجّه المندلاوي لجنة الأمن والدفاع النيابية إلى "عقد اجتماع طارئ واستضافة المسؤولين المعنيين لمناقشة الأحداث الأخيرة"، منوها بـ "ضرورة تكثيف التواصل الاستخباري مع الجانب السوري لتبادل المعلومات، وأهمية تنفيذ عمليات استباقية لمنع أي محاولات عودة أو تسلل للعصابات الإرهابية إلى العراق".

وزير الدفاع في سنجار
في غضون ذلك، وصل وزير الدفاع، ثابت محمد سعيد العباسي، أمس السبت، برفقة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات، والعمليات المشتركة، وقائد القوات البرية، إلى قاطع عمليات غرب نينوى في سنجار، للاطلاع على الأوضاع الأمنية ضمن القاطع، وتفقد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وكان وزير الدفاع، قال في بيان أمس الأول الجمعة: إن "جيشنا الباسل بصنوفه وتشكيلاته كافة جاهز ويواصل مهامه لحماية حدود العراق من أي خطر، جنباً إلى جنب مع بقية أبطالنا في القوات الأمنية الأخرى"، وأضاف: "ساهرون ليلاً ونهاراً على أمنكم وأمن العراق، ولن نسمح بتسلل أي إرهابي أو مخرّب إلى أرض بلدنا الحبيب".

رجال الحدود
من جانبه، قال قائد قوات الحدود، الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي، في بيان تلقته "الصباح": إن "إجراءاتنا الأمنية وتحصيناتنا الكبيرة التي تم إنشاؤها على الحدود العراقية السورية، وخلفها رجال شجعان من قوات الحدود، هي السد المنيع أمام كل من يريد سوءاً بهذا البلد، وهي موضع ثقة العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم".
وأضاف، أن "قيادة قوات الحدود عملت على إنجاز سلسلة تحصينات مهمة على الحدود العراقية السورية معززة بقطعات مثالية من قوات الحدود، وخط إسناد قوي من الجيش العراقي والحشد الشعبي، الأمر الذي أنهى جميع حالات التسلل والتهريب ولا مجال لاختراقها".

الأمن القومي
بدوره، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، خلال جلسة حوارية في ملتقى (معاً من أجل السلام) أمس السبت: إن "الظروف في العراق اختلفت عما كانت عليه سابقاً إبان اغتصاب عصابات (داعش) العديد من المناطق، لكن اليوم لا توجد حاضنة في العراق، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية اتخذت كل الإجراءات والتدابير، وما يحدث في سوريا بعيد عن الحدود العراقية.
وأضاف: "نطمئن الجميع بأن قواتنا اتخذت كل الإجراءات الاحترازية لمراقبة وتأمين الحدود، والمعركة بعيدة عن الحدود العراقية، ونتمنى أن تسيطر الحكومة السورية على جميع
أراضيها".
وبين الأعرجي: "نحن في المستشارية نستقبل أي شكوى ودعوى ضد أي سياسي له خطاب طائفي ويفرق، وسوف نذهب به إلى القضاء"، مضيفاً أن "التنوع الثقافي بين أبناء الشعب العراقي يعطي قوة".

الدفاع النيابية
إلى ذلك، بين عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البلداوي، في حديث لـ"الصباح"، أن "الوضع الأمني في البلاد يشهد حالة من اليقظة التامة، مع وجود تحذيرات من احتمالية خروج الأوضاع عن السيطرة في سوريا"، مؤكدًا أن "القوات الأمنية العراقية مستعدة لأي طارئ".
وأوضح، أن "لدينا لقاءات مستمرة مع قادة العمليات، بما في ذلك وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش، وقادة الحشد الشعبي، وخصوصًا في المناطق الحدودية مع سوريا، إذ تم وضع خطط عسكرية محكمة واطلعنا عليها ميدانيًا خلال زيارات اللجنة للحدود"، مضيفا أن "الحدود العراقية السورية مؤمنة بشكل كبير، إذ تتعاون وزارة الدفاع وقوات الحشد الشعبي تحت إشراف مباشر من قيادة العمليات
المشتركة".
من جهته، لفت عضو مجلس النواب ضياء الهندي، إلى أن "العراق يمتلك أنظمة أمنية متقدمة على الحدود، تشمل السواتر الذكية وكاميرات المراقبة، مع العمل حاليًا على إنشاء ساتر إضافي يتراوح طوله بين 20 و30 كيلومترًا لتعزيز الإجراءات الأمنية"، مؤكدا أن "العراق أخذ احتياطاته بالكامل، مع وجود قوات تتراوح بين فرقتين وثلاث في المناطق
الحدودية".
وفي ظل التوترات الراهنة في سوريا؛ شدد النائبان "البلداوي" و"الهندي" على أن العراق في حالة تأهب قصوى لحماية أمنه الداخلي ومنع أي تسلل أو تهديد قد يؤثر في استقراره، وأشارا إلى أن "التنسيق الأمني المستمر بين مختلف القطاعات العسكرية يضمن السيطرة على الوضع، مع استمرار زيارات المسؤولين لتقييم الخطط الميدانية على الحدود، علاوة عن تنفيذ ستراتيجيات طويلة الأمد لتأمين حدوده وضمان سلامة أراضيه في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة".