بغداد : الصباح
في لحظات الطوارئ، حيث يكون الفارق بين الحياة والموت ضيِّقاً للغاية، تُصبح خدمة الإسعاف الفوري الأمل الوحيد للمصابين، لكن في العراق، يواجه هذا الأمل تحدياتٍ قد تُحوّله إلى معركةٍ حقيقيَّةٍ ضدَّ الزمن.
الزحام المروري في بغداد، الذي يزداد كثافة مع ساعات الذروة، هو العقبة الأبرز التي تقف في وجه سيارات الإسعاف، ساعات من الانتظار قد تكون كفيلة بتحويل حالةٍ طارئةٍ إلى مأساةٍ.
هذه ليست المشكلة الوحيدة، فأسطول سيارات الإسعاف في العراق متهالك ومحدود. من بين (160)سيارة إسعافٍ في بغداد، تعمل فقط (101) سيارة بكفاءةٍ، بينما معظم البقيَّة قديمة ولا تصلح للاستخدام في الحالات الطارئة، وإذا أضفنا إلى ذلك نقص الوقود، تُصبح الخدمة أشبه بالحلم الذي لا يمكن الوصول إليه في اللحظات الحاسمة.
مفاجأة أخرى تنتظر المواطنين، فرغم أنَّ خدمة الإسعاف من المفترض أنْ تكون مجانيَّة، إلّا أنَّ هناك رسوماً غير مفهومةٍ في بعض الأحيان، إذ يصل سعر نقل المريض داخل المدينة إلى (25) ألف دينار، مما يُثير العديد من التساؤلات بشأن الشفافيَّة في النظام.
لكن في خضمِّ كلِّ هذه التحديات، تبذل وزارة الصحَّة جهوداً لتحسين الوضع، من خلال إدخال سيارات إسعافٍ جديدةٍ، لكن هذه الخطوات لا تزال قاصرةً عن تلبية الاحتياجات المتزايدة في بغداد، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من (9) ملايين نسمة.