بغداد: سرور العلي
شغف علاء الأسدي بفن التصوير الفوتوغرافي، من خلال تصوير اللحظات المميزة وحياة الشارع، ووجوه الأطفال والناس البسطاء الذين يلتقي بهم، وهو يتجول حاملاً كاميرته ومتنقلاً في الطرقات والمدن، وعمل على تطوير مهاراته وقدراته في هذا المجال، بالتجارب والاطلاع الدائم، إضافة إلى إبداعه في الكتابة.
وعن ذلك قال لـ (الصباح): "كانت بدايتي في مجال التصوير بسيطة، فبدأت كهواية شخصية للتعبير عن رؤيتي للعالم من خلال الكاميرا، لطالما استهوتني القصص التي يمكن أن ينقلها التصوير، باللقطات الصامتة والتي تحكي الكثير، ومع مرور الوقت أصبح التصوير بالنسبة لي وسيلة للتوثيق، ليس فقط للمناظر الطبيعية أو اللحظات اليومية، ولكن أيضاً للأحداث الكبيرة، مثل توثيق الانتهاكات الحقوقية وقضايا المجتمع، وشغفي بالفن البصري تطور تدريجياً، من خلال المشاركة في معارض ومسابقات".
تجارب شخصيَّة
وتابع حديثه "إلى جانب التصوير أتمتع بموهبة في سرد القصص القصيرة جدًا، والومضات القصصية، والهايكو، هذه الأنواع الأدبية تتيح لي التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل مختصر ومكثف، ما يعزز الإبداع في اختيار الكلمات والحبكة، كما أنني أعمل على الكتابة بأسلوب يعكس التجارب الشخصية والبيئة المحيطة بي".
وقد صدرت له مجموعة من الكتب الأدبية المشتركة، ويعمل على إيصال الرسائل الإنسانية والاجتماعية من خلال الأدب، ومنها ترانيم الحرف (قصص قصيرة جدًا، 2018) مع منظمة إدراك، وحقيبة (نصوص متنوعة، 2019) نُشر في تركيا.
تنمية
كما أن للأسدي اهتماما بالنشاط الإنساني والمبادرات الخيرية، ويعمل مع منظمات المجتمع المدني، لتعزيز
قضايا حقوق الإنسان والتنمية المجتمعية، فهو يؤمن بأن الفن والأدب يمكن أن يكون لهما دور كبير في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، ويطمح إلى استخدام مهاراته للمساهمة في بناء مجتمع أفضل، إضافة
لعمله كحكم في المسابقات الفنية الخاصة بالتصوير، ما يمنحه
الفرصة لدعم الفنانين الآخرين، ومساعدتهم على إبراز مواهبهم، وواجهته العديد من التحديات،
ومنها نقص التمويل لشراء المعدات والأدوات التي بحاجة لها، لكنه
تجاوزها بمشاركته في معارض ومسابقات دولية، للحصول على دعم مادي ومعنوي.
صديق العدسة
ومن أهم الموضوعات التي ركزت عدسة الأسدي عليها، هي توثيق تأثيرات التغيرات المناخية، والجفاف على حياة الناس في الأهوار والمناطق الريفية، إذ يتعرضون لتحديات كبيرة في الحصول على المياه وموارد العيش،
كما التقط صوراً تعكس تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم رغم الظروف الصعبة، حيث اعتبر عدستي صديقة للأهوار والأماكن الريفية بما في ذلك المراسيم الدينية، التي تبقى حية وسط تراجع الموارد الطبيعية، ولم يغفل عن توثيق التراث المحلي المتجذر في تلك المناطق، إذ يمثل الجمال الطبيعي والموروثات الشعبية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية في عموم بلادنا بحسب قوله.
وشارك الأسدي في العديد من المسابقات الأدبية، فحقق مراتب مميزة، ومنها: الفوز بالمركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة جدًا في 2020، والمركز الخامس في مسابقة الهايكوست.