أوس ستار الغانمي: كربلاء
دانية محمد خير الله، شابة عراقية في الرابعة والعشرين من عمرها، تجمع بين دراستها لعلوم الرياضيات وشغفها بالفنون المختلفة، بدءاً من الرسم الجداري إلى الرسم على الـ"بان كيك".
بدأت خير الله رحلتها مع الجداريات عند رغبتها في تغيير أجواء غرفتها، حيث اختارت رسم بومة على أحد جدرانها، رغم خوفها من التجربة الأولى. هذا التحدي كان الخطوة الأولى لاكتشاف شغفها بالفن الجداري واستثمار طاقتها الإبداعية في تزيين الأماكن المحيطة بها، حيث تسعى دانية من خلال فنها إلى نشر الأمل والجمال في شوارع بغداد، وتحويل الأماكن الباهتة إلى مساحات حيوية ومفعمة بالإبداع، لتعزيز الطاقة الإيجابية لدى الناس وربطهم بمحيطهم.
تمسكٌ بالفن
وبالرغم من حبها لهذا الفن، تواجه دانية العديد من التحديات، منها قساوة الأجواء في العراق خصوصا في فصل الصيف، حيث تجعل درجات الحرارة المرتفعة العمل في الهواء الطلق مرهقاً. كما يؤثر في ابداعها زحام الشوارع وتفاعل المارة أثناء العمل، مما قد يسبب التشتيت أو التأخير أحياناً، ومع ذلك، تتمسك بحبها للفن ورغبتها في تقديم أعمال ذات جودة عالية.
وتُبرز الجداريات التي ترسمها دانية تأثير الثقافة المحلية في بغداد، حيث تستلهم من التراث والمعمار التقليدي وتدمج الرموز الثقافية والألوان الزاهية، وأيضا تعكس أعمالها قصصاً من التاريخ المحلي والقيم الاجتماعية، مما يُبرز جمال الثقافة العراقية ويسهم في الحفاظ على الهوية الفنية للمدينة.
بيت الفن والطهو
وفي مجال الرسم على "البان كيك"، بدأت دانية هذه التجربة من حبها للطبخ، خصوصاً الحلويات، استوحت الفكرة من مقاطع طبخ الشوارع، حيث تمكنت من الجمع بين شغفها بالفن والطهي.
فيما تطمح دانية إلى نشر هذا النوع من الفن من خلال ورش عمل للأطفال، لتعزيز مهاراتهم الإبداعية، كما تخطط لتنظيم معارض فنية وجداريات تفاعلية، تجمع بين الفنون المختلفة وتُشرك الأطفال في التصميم، مما يعزز من ثقافة الفن في المجتمع ويُبرز إبداعاتهم في بيئة تعليمية ممتعة.