بغداد: سرور العلي
لم يستسلم مصطفى إسماعيل لواقع غياب الوظيفة، رغم كونها حلماً صعب المنال لكثيرٍ من الشباب، بل حوَّلَ هذا التحدي إلى فرصة للإبداع، فأسَّسَ في العام 2018 مكتبة "اقرأ لكي ترتقي" عبر الإنترنت، ملهماً محبي القراءة. ورغم محاولاته الجادة لتطوير المكتبة وتحويلها إلى مشروعٍ ثقافي حقيقي في مدينة الموصل، إلا أنَّه واجه صعوباتٍ كبيرة بسبب قلة الاهتمام بهذه المنصة الثقافيَّة، الأمر الذي دفعه لإغلاقها والتوجه إلى "رصيف الكتب".
إسماعيل، وهو من أصحاب الهمم، يحمل شهادة دبلوم تقني في التقنيات الماليَّة والمصرفيَّة من الجامعة التقنيَّة الشماليَّة. ورغم التحديات التي واجهها، كان تأسيس المكتبة بمثابة نقطة تحولٍ في حياته، إذ ساعده في الانفتاح على العديد من الفعاليات الثقافيَّة، مثل مهرجان السلام الثالث، وفعاليات مؤسسة بيتنا، ومهرجانات جامعة الموصل، وغيرها. هذه المشاركات أتاحت له الفرصة للتعرف على العديد من الأدباء والإعلاميين، وأسهمت في تكريمه ومنحه شهاداتٍ تقديريَّة.
في حديثه لـ"الصباح"، يتذكر إسماعيل بداياته في عالم الكتابة، قائلاً: "جربت الكتابة وفشلت في البداية، لكنني لم أستسلم. الكتابة بحرٌ عميقٌ يتطلبُ المحاولة والإصرار".
ونجح في العام 2012 - بعد محاولاتٍ عديدة - في الانطلاق، ليقدم أول أعماله الأدبيَّة "طيف الحنين" الذي ضمَّ قصائد نثريَّة تتناول موضوعات من واقع الحياة والخيال. وبعده، أصدر "عازفة القيثارة"، الذي حوى مجموعة من القصائد النثريَّة العاطفيَّة.
إلى جانب الكتابة، أسَّسَ إسماعيل فريق "متميزون"، الذي يهدف إلى إبراز الأعمال الأدبيَّة والفنيَّة من خلال جمع الكتاب والفنانين التشكيليين وأصحاب الحرف اليدويَّة. ومن خلال هذا الفريق، أصدر العديد من النتاجات الأدبيَّة، مثل "هواجس أقلام"، و"همس القوارير"، و"أصوات لا تنام".
مصطفى إسماعيل، برغم ما يواجهه من تحديات، يثبت أنَّ العزيمة والإصرار هما مفتاح النجاح، وأن الإعاقة لا تعني التوقف، بل بداية جديدة للإبداع والتميز.