فرنسا: غيث طلال
تعد الثقافة العراقية - الفرنسية هي نتيجة للتفاعل الحضاري بين الشعبين عبر التاريخ، وخصوصا من خلال الهجرة العراقية إلى فرنسا وما تبعها من اندماج بين الثقافتين. هذا التمازج الثقافي يُبرز أوجها متعددة من التعاون والتبادل في مجالات الأدب، الفن، الطعام، والمجتمع فهناك العديد من الكتاب العراقيين الذين استقروا في فرنسا وكتبوا عن تجاربهم بين الثقافتين، مثل صلاح ستيتية، الشاعر والكاتب الذي مزج بين التراث العربي والثقافة الغربية في أعماله.
إضافة إلى ذلك تُرجمت العديد من الأعمال الأدبية العراقية إلى الفرنسية، مما ساهم في تعريف الجمهور الفرنسي بالأدب العراقي مثل أعمال بدر شاكر السياب ومحمد خضير.
وعلى صعيد الفن فالعديد من الفنانين العراقيين استقروا في فرنسا وأبدعوا في مجالات الرسم والنحت، مثل ضياء العزاوي الذي عُرضت أعماله في معارض فرنسية مهمة ساهمت في تأثير التراث العراقي، فالفنانون العراقيون ينقلون التراث الحضاري لبلاد الرافدين، من خلال استخدام رموز حضارية وأسلوب حديث يجذب الجمهور الفرنسي.
اما على صعيد الموسيقى فان الموسيقيين العراقيين في فرنسا، يعزفون الموسيقى الشرقية التقليدية باستخدام آلات مثل العود والقانون، ما يخلق تمازجًا مع الألحان الغربية ما أسهم بنشأة فرق موسيقية تمزج بين الطابع العراقي والفرنسي، مما يعكس روح التعاون بين الثقافتين.
وللطعام والمطبخ حصة فالمطبخ العراقي وجد له مكانًا في فرنسا، حيث انتشرت المطاعم العراقية التي تقدم أطباقًا تقليدية وبذلك فان الفرنسيين أبدوا اهتمامًا بتجربة المأكولات العراقية، ما جعل الطعام جزءًا مهمًا من التبادل الثقافي.
امًا على صعيد العادات والتقاليد والعياد والمناسبات فالعراقيون المقيمون في فرنسا يحتفلون بالمناسبات العراقية مثل عيد الفطر والاضحى وعيد نوروز والعيدين، وفي الوقت نفسه يتبنون بعض التقاليد الفرنسية مثل الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة. ويرتدون الأزياء التقليدية في الفعاليات الثقافية، ويحرصون على إبراز تلك الأزياء التقليدية مثل العباءة والشال العراقي.
كما تأسست العديد من الجمعيات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الثقافة العراقية في فرنسا، مثل تنظيم معارض فنية، حفلات موسيقية، وورش وندوات تحكي التراث العراقي.
وعلى المستوى الأكاديمي أسهم العراقيون في الجامعات الفرنسية، من خلال التدريس والبحث العلمي، فبعض الجامعات الفرنسية تقدم برامج لدراسة الأدب والتاريخ العراقي، مما يعكس اهتمامًا بالموروث الثقافي.
ولم يقتصر التبادل الثقافي والفكري على الإنتاج السينمائي المشترك، فهناك أفلام عراقية- فرنسية تناولت قضايا الهجرة والاندماج، مثل فيلم Exodus الذي يسلط الضوء على قصص متنوعة للهجرة إضافة إلى ذلك فان مهرجانات السينما في فرنسا غالبًا ما تعرض أفلامًا عراقية تروي تجارب الشعب العراقي وتاريخه.