سعد صاحب
الضويري يكتب القصيدة الكلاسيكية برؤية جديدة، رغم أن أسلوبه قديم الطراز، والثبات على سكة واحدة يعني النهاية، لكن صوره الشعرية آخاذة فاتنة، تدخل إلى الضمير والروح والوجدان، فهي صادقة ونابعة من تجربة إنسانية مؤلمة، وهي مجنونة أكثر من اللازم، وفيها الكثير من الجماليات، والاخضرار الذي يدوم لفترة طويلة.
ولا غرابة في الأمر، أحياناً نعثر في الشعر الكلاسيكي على قوة لا تضاهى، وفي الحداثة نجد الرطانة والاستهجان والغلو والاسفاف، (جره بيه الالم مجره المرازيب / وشب وچاغ گلبي من الطلايب / وبگه عمري حماده وبس عجاريب / وگصور الامل صارت خرايب / وهذيچ الروح دهله وما زرع طيب / بيها من التودهم والگرايب).
اختيار
الحب شعلة من الأنوار الفائقة، أما تملأ حياتك بالابتهاج والفرح والسرور، أو تحرق المنزل الذي تسكن فيه، ولا خيار ثالث بين الشقاء والسعادة، والمفارقات السيئة تحصل دائماً بين العشاق، والحتمية في الغرام الزواج، والعشوائية البقاء متذبذباً بين الكثير من النساء، وعلى العاشق أن يتحلى بالشجاعة ويختار إحدى الكأسين : كأس السموم القاتلة أو كأس العافية، والويل والثبور إذا فشل في الاختيار،(وانه وحياتك ما عرفت الهنه / ولا لذ الي بكل الخلايج حسن / مشدوه ابني وهم اكول انبنه / بيت السعاده ولنه ليه
سجن).
تدمير
للعشق قوة تدميرية هائلة، لا تجابه بأقوى المصدات والموانع، وأقسى الأمور حين يتحول العشق إلى عداء، إلى حقد عقيم أو بغضاء أو كراهية، إلى حرب ناعمة تستخدم فيها جميع الأسلحة، من دعاية وإعلان وتثقيف وترويج شائعات، مع الشروع بالقتل والدمار والعنف و الازدراء والدسيسة، والخاسر الوحيد في هذه المعركة، من يقاتل بمشاعره الجياشة ويندفع بقوة العواطف، (يلشتلتك جابني الضيم الذراك / لن شجركم ما يفيي اعلينه / محنه زودك يا الف سوده بكراك / يلحلال ابطنك السچينه).
نزاع
الحياة مليئة بالضحايا والأغبياء والغافلين، وتكثر فيها الظلال والمرايا والأصداء والأحاديث الشاعرية الدافئة، وهي مسرح للفراغ والموت والألم والأوهام، وسوء التفاهم والضغينة والصراع، والنزاع المستمر بين الضعف والإرادة، واللعب والجد والكسل والتخمين والمزالق، والمغرمون صنفان : الأول يعشق الأنثى التي دمرته حد الفضيحة، والثاني يبرع بالخطط المحكمة وينتصر على معشوقته البليدة،(أنه ذاك الباعك وما رد شراك / سلمك بيد الزمن وسنينه / أنه عزرايين لو رادك لگاك / ومنهو ضم روحه اعلى عزرائينه).
تصورات
قصائد تتسم بالمغايرة، والتفرد والابتكار وحرية التعبير السلسة، ورسم الأجواء الغرامية الخانقة، وعدم الانسياق والمحاكاة للمواضيع المكررة، بالأسلوب نفسه والمفردات والإيقاع، ولو نفرض أنها لا تختلف عن كتابات الشعراء القدامى، فهي تتميز عنهم، بخلق الكثير من التصورات المتشعبة داخل النص الواحد، (احس چنه الونين برگبتي دراغ / واعت بسنين لوعه المات ابنها / اتخطه الليالي ومامش چراغ / بيها وما ضحك مره زمنها / ونه دموعي دماهن زاغ ودباغ / دمع نيلي الجره وبضع
جفنها).
ولادة
الرحيل بالنسبة إليه ولادة جديدة، ولا يريد منا الرثاء عند الغياب، ولا يطمح بالمراثي المملة وصب الدموع، ربما يحلم بالاستماع لأغنية راقصة، هذا حال الفرسان عند المنازلة الكبرى، لا سيما من واجهوا المخاطر بروح قوية، ومن يستهين بالمنايا يستعذب المرارة، ويشعر في بدايات لا حدود لها، في عالم سعيد، كيف لا؟
وهو الذي واجه الموت بإطلاقة قاتلة، سددها صوب رأسه المملوء بالموشحات والألحان والأسرار والمواويل، (ماكو اسهل من الموت / گل لليخافون / محد وصف لياه / شافنه
العيون).