اللجنة المالية لـ «الصباح»: نؤيد تنويع مصادر الدخل والإيرادات

اقتصادية 2024/12/23
...

 بغداد : نور نجاح عبد الله

في وقت أيدت فيه اللجنة المالية التوجه لتنويع مصادر الإيرادات المالية للبلد، حذر اقتصاديون من تأثير أوضاع المنطقة والصراعات والتوترات السياسية، في أسعار النفط، وخلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية.
تأييد نيابي
عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى خليل الكرعاوي قال لـ “الصباح”: إن “أسعار النفط تتأثر بشكل مباشر بالصراعات والحروب الخارجية، لكون النفط مصدراً لتمويل الطاقة للدول الكبرى، خاصة التي تعتمد على الصناعات النفطية في منتجاتها”.
وأضاف أن “أي مشكلة تحدث في المنطقة قد تؤثر بشكل مباشر في أسعار النفط، وبالتالي نواجه صعوبة في إيجاد حلول في ظل التقلبات السياسية”.
وتابع “على العراق أن يتدارك الأمر، وأن يؤمن الكميات اللازمة للتصدير إلى الدول المستهلكة، وأن يمضي بإنشاء مشاريع تضمن انسيابية التصدير، أبرزها توفير خزين استراتيجي في الدول المستفيدة، لتجنب الاضطرابات التي قد تحصل خلال هذه الفترة والفترات اللاحقة”، مشيرا إلى أن “انخفاض أسعار النفط يؤثر بشكل مباشر في الموازنة العامة الاتحادية، لكون العراق يعتمد على إيرادات النفط بنسبة 89 بالمئة”.
وذكر الكرعاوي أن “اللجنة المالية تؤيد زيادة الإيرادات غير النفطية من خلال دعم الصناعة الوطنية وتنويع مصادر الدخل والسيطرة على المنافذ الحدودية والضرائب والجمارك”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أعلن مؤخراً، أن الإيرادات غير النفطية وصلت إلى 14 بالمئة بعد أن كانت 7 بالمئة فقط، مؤكداً التوجه لزيادة نسبتها.

عوامل مختلفة
من جانبه، أكد الخبير النفطي عصام الجلبي، أن “العوامل الجيوسياسية لها تأثير مباشر في سوق النفط”، مشيرا في حديثه لـ”الصباح”، إلى أن “أي رصاصة تطلق لها رد فعل في الأسواق”.
وأضاف الجلبي أن “الوضع في المنطقة، الذي ظل غير مستقر منذ السبعينيات، خاصة في الدول المنتجة، يظل ضاغطاً على الأسواق وأسعار النفط”، مبيناً أن “انخفاض أسعار النفط بمقدار عشرة دولارات عن التوقعات سيؤثر سلباً في الموازنة والعجز المالي، لاسيما أن أكثر من 75 % من الميزانية مخصص للرواتب والأجور والالتزامات الأخرى”.

نقص العرض
بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي منار العبيدي، أن أسباب تذبذب أسعار النفط تتعدد وتشمل عدة جوانب، أبرزها “العرض والطلب”، إذ إن الحروب والصراعات التي تؤثر في الدول المنتجة للنفط ويمكن أن تؤدي إلى زيادة أو نقص العرض”.
وأضاف لـ”الصباح”، “كما أن التغيرات في الطلب العالمي بسبب الأزمات الاقتصادية أو التطورات التكنولوجية التي تقلل من الاعتماد على النفط، تلعب دورا في تقلب الأسعار”.
السياسات الاقتصادية
من جانب آخر، تطرق العبيدي إلى “السياسة الخارجية”، إذ أشار إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على بعض الدول، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الرئيسة كالشرق الأوسط، تؤثر بشكل كبير في سوق النفط، إلى جانب السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة التي ركزت على تعزيز الإنتاج المحلي للطاقة (الصخر الزيتي)، التي تقلل من الاعتماد على النفط المستورد، مما زاد من العرض العالمي.
شراكات اقتصادية
وتحدث العبيدي عن “تغيرات الأسواق العالمية”، مثل تحركات منظمة “أوبك” وقرارات خفض أو زيادة الإنتاج، إضافة إلى التقلبات في سعر صرف الدولار الذي يعد العملة الرئيسية لتسعير النفط.
وأوصى العبيدي بـ”عدد من النقاط لتدارك انخفاض أسعار النفط، منها: زيادة التنوع الاقتصادي من خلال تطوير القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والزراعة والسياحة، وإبرام شراكات اقتصادية جديدة مع الدول الكبرى لتحقيق استقرار الأسواق”.
 كما أكد “ضرورة تحسين تقنيات الإنتاج والتصدير لتقليل الاعتماد على النفط الخام، وزيادة القيمة المضافة عبر التكرير والمنتجات البتروكيمياوية، فضلا عن تنويع الأسواق ببيع النفط بعملات مختلفة للحد من التأثر بتقلبات الدولار”، مشيراً إلى تأييده لـ”إجراء إصلاحات اقتصادية لتحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي”.