السوداني: العراق اليوم دولة محورية مؤثرة في المنطقة
بغداد: الصباح
عد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن الحكومة استطاعت تجنيب البلاد المخاطر في ظل الظروف المتأزمة في المنطقة، مبيناً أن العراق اليوم أصبح دولة محورية مؤثرة في المنطقة، وهو في المسار الصحيح لبناء دولة قائمة على احترام المواطن والالتزام بالدستور.
وبينما أطلق السوداني، أمس الأحد، العمل في مجموعة من المشاريع الخدمية والبنى التحتية في محافظة نينوى؛ وجّه بافتتاح مطار الموصل الدولي في 10 حزيران المقبل الذي يوافق ذكرى احتلال "داعش" للمدينة ليكون بمثابة رسالة تحدٍّ للإرهاب.
مطار الموصل
وعاد رئيس الوزراء، مساء أمس الأحد، إلى العاصمة بغداد، بعد اختتام زيارة أجراها إلى محافظة نينوى، أطلق وتابع خلالها عدداً من مشاريع البنى التحتية والخدمية، حيث أجرى متابعة ميدانية لسير الأعمال الجارية في مطار الموصل الدولي، واطلع على الأعمال الخاصة بإنشاء مدرج المطار وصالاته المتعددة، التي تبلغ نسبة الإنجاز الحالية فيها أكثر من 80 بالمئة، كما استمع إلى المسؤولين في الشركة المنفذة، ووجّه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض عملهم الحالي.
ووجّه السوداني، بأن يكون افتتاح المطار يوم 10 حزيران المقبل، الذي يوافق ذكرى احتلال الموصل، ليكون رسالة تحدٍّ بوجه الإرهاب.
ويعدّ مطار الموصل أحد أهمّ المطارات، على مستوى المحافظات بعد مطاري بغداد والبصرة، وقد طالته يد الإرهاب وتمّ تدميره بشكل ممنهج وبنسبة 100بالمئة، واعترضت المشروع العديد من المشكلات الفنية والإدارية، حيث تم تجاوزها بدعم مباشر من رئيس الوزراء.
وكانت نسبة الإنجاز في المشروع، الذي يقع ضمن مشاريع تنمية الأقاليم، خلال شهر آذار الماضي لا تتجاوز (30بالمئة)، وتقدم العمل خلال الثمانية أشهر الماضية، ليصل إلى أكثر من (80بالمئة)، وتم تطبيق جميع الشروط المعتمدة من قبل سلطة الطيران المدني وشركة الملاحة الجوية.
محطة الشمال
كما أطلق رئيس الوزراء، الأعمال التنفيذية في المرحلة الأولى لمحطة كهرباء الشمال الحرارية، بطاقة (700 ميغاواط)، في محافظة نينوى.
وتبلغ طاقة المحطة الإجمالية (1400 ميغاواط)، وتتكون من أربع وحدات توليدية سعة كل واحدة منها (350 ميغاواط) قابلة للتوسيع إلى ست وحدات، وهي مدرجة ضمن الاتفاقية الإطارية الصينية.
وكان المشروع قد توقف أكثر من مرة عن العمل، الأولى كانت في سنة 1990، وأعيد العمل به سنة 2000، ثم توقف سنة 2003، بعدها تعرض للتخريب خلال احتلال عصابات "داعش" الإرهابية لمدينة الموصل، وأعادت الحكومة مؤخراً العمل به، ضمن منهجها في إكمال المشاريع المتوقفة عن العمل.
الملعب المركزي
وضمن جولته، أطلق السوداني، العمل التنفيذي في مشروع ملعب نينوى المركزي (الإدارة المحلية) والقاعة الرياضية المغلقة في أيمن الموصل، وذلك ضمن خطة لدعم قطاع الرياضة والشباب.
ووجّه بتغيير تصاميم الملعب لزيادة سعة المتفرجين إلى أكثر من 10 آلاف متفرج، وتوسيع أماكن وقوف السيارات، على وفق المواصفات الدولية المرعية بهذا المجال.
ويقع الملعب في منطقة باب سنجار في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، وهو من أقدم ملاعب المدينة، إذ يعود في أصل نشأته إلى نادي الموصل الرياضي، وقد تعرض للتدمير الكامل على يد عصابات "داعش" الإرهابية.
وسيُنفذ المشروع على أرض الملعب القديم، حيث ستتم إعادة بنائه بطراز حديث، مع إنشاء قاعات ومضمار، وبتمويل من موازنة تنمية الأقاليم لمحافظة نينوى.
الواجهة النهرية
كما أطلق رئيس الوزراء، الأعمال التنفيذية لمشروع تنظيم وتأهيل الواجهة النهرية للمدينة القديمة في أيمن الموصل.
وأكد السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي تلقته "الصباح"، أنّ المشاريع التي نتحدث عنها اليوم، هي في صلب محو آثار العصابة الإرهابية وخدمة مواطني نينوى، خصوصاً أن زيارته جاءت لمتابعة جملة من المشاريع، مع الذكرى السابعة للنصر على عصابات "داعش" الإرهابية.
وبيّن رئيس الوزراء، أنّ الواجهة النهرية في المدينة القديمة تمثل رمزاً تاريخياً لمواقع أثرية وتراثية ودينية، ومشروع إعمارها تمّ بالتنسيق بين الوزارات والحكومة المحلية، وصُمم من قبل شركة إسبانية، مؤكداً اعتماد معايير تراثية بالتعاون مع "اليونسكو"، أخذت بنظر الاعتبار قيمة هذه المنطقة والمدينة.
ويقع مشروع الواجهة النهرية في مدينة الموصل القديمة، على الضفة الغربية لنهر دجلة، على الجانب الآخر من الموقع الأثري الآشوري في نينوى، وهو يعدُّ بوابة لتحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية في المدينة، وإحياء التراث، في منطقة يمتدّ عمقها التاريخي إلى القرن السادس الميلادي.
ويتضمن مشروع إعادة بناء المدينة القديمة إقامة كامل أعمال البنى التحتية، وبناء (273) داراً تراثية، وفق رؤية منظمة "اليونسكو"، وكذلك تنفيذ الواجهة النهرية والكورنيش بالطراز الأثري والحديث.
وقال السوداني: إن مشروع الواجهة النهرية له رمزية كبيرة لأهالي الموصل، وهو محطة جذب سياحية لكل رواد ومحبي المواقع التاريخية، مبيناً أن هذه المشاريع ستوفر المزيد من فرص العمل والنمو الاقتصادي لعموم المحافظة، وأكد أن نينوى تتوفر فيها كل عناصر النهوض الاقتصادي والتنمية الحقيقية، لأهلها، وللعراق أجمع.
وشدد على أن الحكومة تعمل ضمن منهجية واضحة في كل القطاعات والوزارات، للنهوض بواقع المحافظة بمختلف المشاريع التنموية، ومحو الآثار السلبية التي خلفها الإرهاب، وإننا حريصون على نينوى بتنوعها ومكوناتها، مقدماً التهاني للإخوة الإيزيديين بعيد الصيام، والإخوة المسيحيين وهم يستعدون لأعياد الميلاد المجيد.
وأضاف، أن التآخي والانسجام بين كل المكونات هو صمام أمان لنينوى وعموم العراق في هذه المرحلة الحساسة، وتابع: نؤكد أن العراق في أمن واستقرار، وعلى المسار الصحيح، على المستوى الأمني والاستقرار السياسي والمجتمعي والبناء الاقتصادي.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن "العراق اليوم دولة محورية ذات تأثير واضح في المنطقة، بما يملكه من علاقات متميزة ومبادرات ويُسهم في حلِّ مختلف المشكلات الدولية"، مؤكداً أن "أبناءكم في القوات المسلحة، بكل تشكيلاتها وصنوفها، على قدرٍ عالٍ من الجهوزية والإمكانية لمواجهة مختلف التحديات".
وختم بالقول: إن "الدولة بكل سلطاتها مع أبناء الشعب، وتتمتع بعلاقة ممتازة مع المواطن، الذي يمثل سنداً وظهيراً لإخوانه في المؤسسات الأمنية والمدنية، مثمناً جهود كلّ العاملين لتحقيق هذه الأهداف، سواء من العشائر أو العوائل الكريمة، وكل المتصدين على مستوى الحكومة المحلية أو الاتحادية".
السور الأثري
وأجرى رئيس الوزراء، جولة ميدانية في أيسر مدينة الموصل، واطلع على مشروع تأهيل سور نينوى الأثري، حيث تابع الأعمال الجارية لإعادة تأهيل السور؛ لما يمثله من واجهة حضارية ودلالة على العمق التاريخي للمجتمع الموصلي.
ويعدّ سور مدينة الموصل الأثري أحد أهمّ معالم نينوى الأثرية، ويعود تاريخه للعاصمة الآشورية، وقد جرفت عصابات "داعش" الإرهابية هذا السور أثناء احتلال مدينة الموصل، وتم إدراج وإحياء سور المدينة بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومحافظة نينوى.
وقامت الوزارة، بإشراف مباشر، بإعادة إحياء الجزء الشمالي الغربي بطول (400) م، وتم إنجاز العمل بنسبة (100بالمئة) ليكون رداً على الإرهاب، وقد تمت إعادته وفق المواصفات الدولية والمعتمدة لدى منظمة اليونسكو).)
مبنى المحافظة الجديد
وافتتح السوداني ضمن الجولة، مبنى محافظة نينوى الجديد، أحد أبرز المشاريع المتوقفة التي أعيد العمل بها ضمن النهج الحكومي المعتمد في إكمال المشاريع المتلكئة والمتوقفة عن العمل.
وأجرى جولة في المبنى الجديد، واطلع على أقسامه وما تضمنه من مرافق، مشيداً بما تحقق من إنجاز مهم ضمن مساعي إعادة البناء والإعمار.
ويعدُّ مشروع مبنى ديوان محافظة نينوى الجديد أحد المشاريع التي أطلقت قبل عام 2014 ضمن برنامج تنمية الأقاليم للمحافظة، وتعرض المشروع لتدمير جزء كبير منه، خلال سيطرة عصابات "داعش" الإرهابية على المدينة.
ويتكون المشروع، الذي يعدُّ صرحاً عمرانياً يرمز إلى تاريخ وحضارة نينوى، من خمسة طوابق، ويحتوي على (120) غرفة، و(10) قاعات للاجتماعات مختلفة الأحجام، ودار ضيافة منفصلة مع جميع الملحقات الأخرى.
اجتماع عسكري
ثم ترأس رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، اجتماعاً للقيادات الأمنية والعسكرية في محافظة نينوى.
وأكد، خلال الاجتماع، ضرورة المحافظة على المنجز الأمني الذي تحقق بفضل التضحيات العظيمة للعراقيين، وعدم التهاون مع أيّ حدث مهما كان، من أجل إدامة الاستقرار الذي انطلقت الحكومة معه بمشاريع تنموية وخدمية.
وأفاد بيان لمكتبه الإعلامي، بأن السوداني شدد على أهمية اعتماد الكفاءة في التصدي للقيادة، وعدم السماح لأي اعتبار آخر غير المهنية بتوزيع المسؤوليات الأمنية، وكذلك الاهتمام بالمنتسبين وجهوزيتهم، مؤكداً على استمرار العلاقة الممتازة مع المواطنين، والتعامل معهم بما يعكس الوجه الناصع للدولة.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الحكومة استطاعت أن تبعد المخاطر عن العراق، خصوصاً مع ما شهدته المنطقة من تحديات أمنية، من بينها التحول الذي حصل في سوريا.
شيوخ العشائر
كما التقى رئيس الوزراء، في مدينة الموصل، مجموعة من شيوخ العشائر وممثلي المكونات والأطياف المختلفة في محافظة
نينوى.
وأكد حرصه على لقاء الشيوخ والوجهاء ورجال الدين والنخبة من أبناء المحافظة، مبيناً أن زيارته إلى نينوى تأتي ضمن منهجية عمل الحكومة لمتابعة شؤون المواطنين في مختلف المحافظات، ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع، ومتابعة العمل في مطار الموصل الدولي، وتحديد يوم العاشر من حزيران القادم موعداً لافتتاحه.
وأشار السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، إلى أنّ جميع المشاريع التي أُطلق العمل بها في نينوى، كانت مدمرة من قبل الإرهاب، ونحن في أيام الاحتفال بيوم النصر على العصابات الإرهابية، نعمِّر خراب حقبة "داعش" المظلمة ونعمل على إطلاق مشاريع جديدة.
وبيّن، أنه ستنطلق خلال 30 يوماً سلسلة من مشاريع البنى التحتية بالمحافظة، وستتم المباشرة بمشروع الطريق الحولي - المرحلة الثانية لتخفيف الازحامات المرورية بالمدينة، مشدداً على أن عجلة البناء والإعمار بالمحافظة مستمرة بتكاتف أبنائها.
وقال السوداني خلال اللقاء، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي: إن "الصورة الحقيقية للشعب العراقي انتصرت على ما أراده الإرهاب في استهداف الأمن والتعايش السلمي بين جميع المكونات والطوائف"، مبيناً أن "فتنة الإرهاب والأجندة الخارجية أساءت للمجتمع في نينوى، وحاولت دق إسفين الفرقة بين
العراقيين".
وأضاف، أن العراق اليوم على المسار الصحيح في بناء دولة تحترم المواطن، وتلزم بالدستور، وتبني مؤسساتها بالشكل الذي يلبي تطلعات المواطنين، مؤكداً أن العراق استعاد دوره الريادي في المنطقة وأصبح بلداً مؤثراً وفاعلاً في محيطه.
وأشار إلى أن العراق اليوم يطرح المبادرات والحلول والمواقف التي تتناسب مع التحديات في المنطقة.
وختم بالقول: "بادرنا بإجراء اتصالات وزيارات مع الدول الشقيقة، وأطلقنا مبادرة لإرساء الأمن في سوريا، وقدمنا ورقة عراقية في مؤتمر العقبة بالأردن بشأن سوريا، وحظيت بترحيب جميع الأشقاء".