بغداد: نبيل الزبيدي/ حيدر كاظم
تباينت آراء المتخصصين في الشأن الكروي حيال أداء منتخبنا الوطني لكرة القدم في مستهلّ مشواره الخليجي أمام اليمن رغم الانتصار عليه برأسية أيمن حسين، البعض منهم انتقد أسلوب كاساس إزاء قدرته على فك التكتل الدفاعي للمنافس وغياب الحلول الهجومية في الثلث الأخير مع تأشير بعض الهفوات الدفاعية لاسيما التعامل مع المرتدات والهجمات السريعة، في المقابل امتدح مدرب كروي النهج الخططي لأسود الرافدين في المباراة الأولى التي شهدت تواجد أسماء جديدة على غرار الظهير اليسار مهند جعاز الذي قدم إضافة نوعية وأسهم في العديد من الهجمات وأتقن العرضيات المؤثرة في الأمام فضلاً عن تجانس الخطوط والتنويع في الأمام عبر اللعب غير المباشر.
نتيجة مقبولة وغياب الحلول الهجومية
أول المتحدثين إلى «خليجي الصباح» كان اللاعب الدولي السابق علي وهيب الذي يرى أنَّ «نتيجة مواجهة اليمن مقبولة، لاسيما أنَّ المباريات الأولى عادة ما تكون صعبة ومضغوطة سواء في البطولات الدولية أو الودية»، مبيناً أنَّ المباراة لم تكن سهلة بسبب تمركز لاعبي المنتخب اليمني وتراجعهم إلى منطقة الدفاع، مما صعب مهمة التسجيل».
ويقول إنَّ “أغلب المنتخبات العربية والآسيوية عندما تواجه الأسلوب الدفاعي تجد صعوبات كبيرة في التوصل للحلول بغية اختراق الخط الخلفي، لاسيما أنَّ هذا الأمر يحتاج لعناصر يمكن الإفادة منها بفك الشفرة، من خلال التمرير والتسديد والمراوغة”، منوهاً بأنَّ “فريقنا افتقد للعناصر التي تجيد تطبيق هذا الأسلوب لا سيما محمد قاسم وزيدان إقبال وشيركو كريم».
ويشير إلى أنَّ “مباراة اليمن كشفت عن نقاط ضعف في خط دفاع منتخبنا، إذ بدا عليه الارتباك في التعامل مع الهجمات، بينما اتسمت تحركات الخط الهجومي بالحل الأوحد عبر لعب الكرات الطويلة على المهاجم أيمن حسين، وهذه الطريقة تلعب منذ سنتين”، داعياً المدرب كاساس إلى وضع الحلول اللازمة قبل مواجهة البحرين المهمة».
وبشأن رأيه في المستوى العام للبطولة أوضح وهيب أنَّ “النسخة الحالية تتميز بمشاركة الدول بالخط الأول، إذ تسعى المنتخبات، وفي مقدمتها السعودية وقطر لتصحيح مسار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم والتي تزامنت مع تغيير أغلب مدربي الفرق المشاركة، لذلك يسعى القائمون على المنتخبات إلى تحقيق نتائج مقبولة والتحضير الجيد لما تبقى من التصفيات المونديالية”، معرباً عن “ثقته الكاملة باللاعبين والجهاز الفني لتخطي اختبار البحرين بنجاح والمضي قدماً نحو مواصلة الرحلة إلى الدفاع عن اللقب».
مباراة البحرين هي المقياس
بدوره، يُبدي لاعب نادي الطلبة والمنتخب الوطني سابقاً بهاء كاظم «عدم رضاه بشأن أداء الأسود أمام اليمن لا سيما في الناحية الهجومية، إذ افتقد كاساس للحلول بسبب تكتل المنافس في المناطق الدفاعية»، مضيفاً أنَّ «لاعبينا نالوا الأهم من خلال تحقيق الفوز المعنوي، الذي سيمنحهم ثقة أكبر قبل ملاقاة الأحمر البحريني في الجولة الثانية»، مؤكداً أنَّ «المباراة المقبلة تحتاج لمجهود بدني كبير والتزام تكتيكي من قبل اللاعبين، كون المنافس تمكن من تخطي الأخضر السعودي في افتتاح مشاركته الخليجية بالأداء والنتيجة».
ويوضح أنَّ “لقاء البحرين سيكون مقياساً حقيقياً لمنتخبنا في البطولة، وبالتالي فإنه يرى أنَّ المواجهة ستكون صعبة على لاعبينا، الذين يدركون أهمية تحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث التي تؤهلهم للمربع الذهبي”، مرشحاً “منتخبنا الوطني للتأهل إلى الدور النصف النهائي بجانب الأحمر البحريني عطفاً على نتائج الجولة الأولى، في حين استبعد الأخضر السعودي بسبب تراجع مستوياته في الفترة الأخيرة، بينما وضع اليمن
في ذيل القائمة».
جعاز إضافة نوعية وخطوط متجانسة
من جانبه يمتدح المدرب الكروي فارس جهاد المستوى الفني الذي ظهر به منتخبنا الوطني في المباراة الأولى لبطولة الخليج العربي بنسختها (26) بعد فوزه المستحق على نظيره اليمني بهدف نظيف»، مبيناً أنَّ «كتيبة أسود الرافدين قدمت مستوى مطمئناً لاسيما من الناحية الدفاعية وشهدت المواجهة عودة الظهير مهند جعاز المحترف في الدوري النرويجي والذي كان بحق إضافة نوعية عبر واجباته المتعددة لاسيما الهجومية، إذ تميز بدقة المناولات العرضية إلى جانب قدرته على فتح طرفي الملعب في جهة اليسار وإتقانه اللعب المركب بالقرب من منطقة جزاء المنافس»، مشيراً إلى أنَّ «جعاز قدم حلولاً دفاعية ناجحة عبر سرعته في الانقضاض والتحديات البدنية وتوقعه الذهني في قطع كرة المنافس لاسيما في الثلث الدفاعي لمنتخبنا الوطني».
ويؤكد أنَّ “خطوط المنتخب الوطني الثلاثة كانت متجانسة من حيث المسافات والتمركز وقد سمحت للمدرب كاساس بإمكانية تغيير أنظمة اللعب عبر اعتماد نظام (3 - 4 - 3) لاسيما في الشوط الثاني لتوسيع جهة التحضير وفتح الملعب وصعود الظهير مصطفى سعدون في جهة اليمين وعلي جاسم أو بيتر كوركيس في جهة اليسار والسماح لأمجد عطوان بالتسلّم إما بين خطوط اللعب أو تحت الضغط كون المنتخب اليمني أتقن دفاع المنطقة ورص الصفوف وخلق زيادة عددية في ثلثه الدفاعي”، مبيناً أنَّ “هذا التكتل الدفاعي عقّد خيارات التمرير على منتخبنا الذي لجأ إلى تدوير الكرة من جهة إلى جهة أخرى لكنه كان بحاجة إلى الإيقاع السريع في التحضير وتغيير زاوية
الهجمات».