حسن جوان
تعد العلامات التي يضعها سائقو العربات بمختلف أنواعها علامات ثقافية. وعندما تعبر عن محتوى عنفي شائع فهذا يشير إلى ظاهرة ينبغي الانتباه إليها. السيارات التي تحمل الملايين من الناس اليوم إنما هي تعبيرٌ عن أنا معدني يتحرك بحصانة تختلف عن الأنا الجسدي والنفسي المعروف. كما أن الشخص الذي يقود المركبة هو غير الشخص الذي يتمشّى في الشارع بعد أن يغادر سيارته بدقائق. هو يختلف بشخصيته بالكامل. يمكن أن يكون مهذباً أو عنيفاً أو متكبّراً قبل، وبعد أناه المعدنية أو سيارته.. وربما تكتوكه!
عندما منعت دائرة المرور وضع علامات أو عبارات على السيارات كانت تعي مشكلة بث رسالة شخصية، وربما مجتمعية تقصد إلى لفت النظر إلى ظاهرة أو أطروحة لا تحتمل أن تكون عموميّة، كما أنها مدعاة إلى تشويش النظر أثناء القيادة. لكن قد تكون بيت شعر أو طرفة، أو محتوى عنفي انتشر من قبل قادر على أن يحرّض أو يهدد الآخر في حال لمس سيارته، أو مضايقته، أو الاقتراب من سيادة أناه المعدنية الصلبة.