مهرجان البقلاوة الأذربيجانيَّة.. طعم التراث وجمال الفن

منصة 2024/12/31
...

 باكو: يارا محمود


في أجواء تعج بالألوان والبهجة، احتضنت أذربيجان مهرجان البقلاوة الأذربيجانية الأول، فعالية استثنائية تسلط الضوء على التراث الأصيل وتاريخ المطبخ الأذري الغني. يعد هذا المهرجان احتفاءً مميزًا بواحدة من أكثر الحلويات شهرة في البلاد، حيث اجتمع الطهاة والخبراء وعشاق الطعام للاحتفال بالبقلاوة باعتبارها رمزًا للضيافة والمذاق الفريد تتميز البقلاوة الأذربيجانية بجمالها الفني وطريقة إعدادها المميزة، التي تمزج بين التقاليد العريقة والنكهات العصرية. يتم إعدادها بحشوات غنية بالمكسرات ومكونات طبيعية بالكامل، ما يجعلها تعبيرا صادقا عن الثقافة الغذائية لأذربيجان. كما أن النقوش التي تزينها تستلهم من التراث الفني القديم، حيث ذكرت الخبيرة  في فن الحلويات وسيلة أكبروفا أن هذه النقوش تشبه تلك الموجودة في السجاد الأذربيجاني التقليدي، ما يجعلها رمزًا ثقافيًا وتاريخيًا عريقًا

وتحدثت الشيف خيالا باقروفا عن مشاركتها قائلة:»شكل المهرجان فرصة لا مثيل لها للاستمتاع بتذوق مجموعة متنوعة من أنواع البقلاوة، مثل «بوخجا»، «كالن بوخجاسه»، و»ميلي بقلاوة». كما احتضن المهرجان ورش عمل مكثفة كشفت أسرار إعداد هذه الحلوى بدقة واحترافية، نقدم البقلاوة بأشكال مبتكرة، من بينها  بقلاوة مستوحاة من ألوان العلم الأذربيجاني، وهي حلوى تتصدر موائدنا في كل المناسبات الاجتماعية

عكست تصريحات الطهاة المشاركين في المهرجان قصصًا ملهمة عن شغفهم بالبقلاوة. فقد أوضحت الشيف زينب يوسوفا أن الإقبال الكبير على البقلاوة يعود إلى إعدادها يدويًا بمكونات طبيعية تمامًا، بعيدًا عن أي إضافات صناعية، مما يجعلها محببة للجميع. كما أكدت الشيف نيكار بشيروما أن لكل فرد ذوقه الخاص في اختيار نوع البقلاوة المفضل لديه، ما يضفي تنوعًا لافتًا على هذه الحلوى التراثية

أما الشيف  فائق بويركجي، الذي يعمل في هذا المجال منذ خمسة وأربعين عامًا وشارك في أكثر من ستين مهرجانًا دوليًا، فقد وصف شغفه بالبقلاوة: نقدم أكثر من ستة وثلاثين نوعًا من الحلويات، لكن البقلاوة الأذربيجانية تمتاز بطعمها الفريد وشغف الناس بها. السر يكمن في تحضيرها بحب، ما يجعلها منافسة لأهم العلامات التجارية المعروفة.

أحد أبرز ملامح المهرجان كان التركيز على الدمج بين التراث والابتكار. فقد تضمن المهرجان عروضًا حية للطهاة، الذين أظهروا مهاراتهم في إعداد البقلاوة بطرق حديثة، إلى جانب الحفاظ على جوهرها التقليدي. هذا المزج بين القديم والجديد جعل من الفعالية مناسبة تجذب مختلف الأجيال، مانحة الفرصة للجميع للاستمتاع بالنكهات والأجواء الاحتفالية، فضلا عن تشجيع الزوار على المشاركة في ورش العمل وتجربة صنع البقلاوة بأنفسهم. تم تصميم هذه الورش لتعليم المهارات الأساسية وتحفيز الجميع على تقدير المجهود المبذول في إعدادها. هذه التجربة عززت العلاقة بين الزوار والثقافة الأذربيجانية، ما جعل الحدث أكثر من مجرد مهرجان للطعام، بل رحلة لاكتشاف الهوية الوطنية.

يذكر أن البقلاوة  ليس مجرد حلوى في الثقافة الأذربيجانية، إنها رمز للضيافة، ورسالة  تعكس حرص أذربيجان على الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بروح عصرية وإبداعية، حيث تحظى بمكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية والعائلية. إن هذه الحلوى التقليدية تُعد واحدة من أقدم أنواع الحلويات في البلاد، وهي مرتبطة بتاريخ طويل يبرز حب الناس لهذه الأكلة ودورها في تعزيز العلاقات الاجتماعية. لقد أصبح هذا المهرجان بداية لتقليد جديد يحتفي بالنكهات الأصيلة ويعزز التفاعل الثقافي، ليصبح حدثًا سنويًا يروي قصة بلد يجمع بين الماضي وإشراقة الحاضر.