في دائرة القلق

آراء 2025/01/07
...

 حمزة مصطفى

الآخر الذي يزيد من منسوب القلق هو فوز دونالد ترامب بولاية جديدة بعد أن كان مطاردا بعشرات الدعاوى القضائية بمن فيها التحرش الجنسي. لكنه تخطاها كلها ويتحضر الآن بعد نحو أسبوعين الدخول ثانية إلى البيت الأبيض لولاية تمتد إلى أربع سنوات. فيما يتعلق بمنطقتنا فإن ترامب عينه على أشياء كثيرة مثل النفط وكيفية الاستثمار التجاري له سياسيا في منطقة ملتبهة مثلما أن عينه على ما سعى اليه خلال ولايته الأولى وهو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في إطار مابات يسمى "السلام الإبراهيمي".

من حق الجميع أن يقلقوا دولا وشعوبا وأفرادا لاسيما في منطقتنا التي وضعها القدر في محيط جغرافي تؤثر زلازله إذا ما وقعت على الجميع، ويتأثر بزلازل الآخرين وهزاتهم. بعد طوفان الأقصى في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 اتسعت دائرة القلق. ومما زاد من المخاطر المترتبة على ذلك الطوفان سقوط حواجز ومحاور وساحات وأنظمة. يضاف إلى ذلك شهية الكيان الإسرائيلي المفتوحة ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، الذي وجد في ما حصل فرصة ذهبية له لكي يحقق هدفين في آن واحد. الأول هو المزيد مما يعده مكاسب ضد أعداء كيانه في المنطقة، والثاني إنقاذ نفسه من الملاحقات القانونية والقضائية داخل الكيان الإسرائيلي ضده بسبب ملفات الفساد وغيرها. 

فنتنياهو لولا ما حصل بعد تشرين الأول 2023 من تطورات جاءت للأسف لمصلحته لكان الآن في السجن أو خارج السلطة كأقل احتمال. الأمر الآخر الذي يزيد من منسوب القلق هو فوز دونالد ترامب بولاية جديدة بعد أن كان مطاردا بعشرات الدعاوى القضائية بمن فيها التحرش الجنسي. لكنه تخطاها كلها ويتحضر الآن بعد نحو أسبوعين الدخول ثانية إلى البيت الأبيض لولاية تمتد إلى أربع سنوات. فيما يتعلق بمنطقتنا فإن ترامب عينه على أشياء كثيرة مثل النفط وكيفية الاستثمار التجاري له سياسيا في منطقة ملتبهة مثلما أن عينه على ما سعى اليه خلال ولايته الأولى وهو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في إطار مابات يسمى "السلام الإبراهيمي".

وبرغم أن هذه المخاطر كانت متوقعة منذ تشرين الأول 2023 وفوز ترامب بالرئاسة 2024 فإن غير المتوقع كان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسرعة التي سقط فيها والتي فاجأت الجميع. هنا شعر الجميع بأنهم أصبحوا في نوع من الاختلال بل وانعدام الوزن. ومما فاقم ذلك لدى الجميع أن من دخل قصرالشعب في دمشق بعد الأسد الأب والابن اللذين أقاما فيه 45 عاما هو الجولاني لا غيره الذي كان يحمل حتى لحظة دخوله القصر لقب "إرهابي" بإعتباره تنقل بين القاعدة وداعش قبل أن يشكل كيانه الخاص "جبهة النصرة" التي صار اسمها "هيئة تحرير الشام". هذه التحولات الدراماتيكية في المنطقة لا تزال فوق مستوى إدراك الجميع لها. وكل الذي يعمله الجميع الآن هو أن.. "يجيبوا الراس ع الراس".