العراقيون يحتفلون بالذكرى الـ 104 لتأسيس الجيش

العراق 2025/01/07
...

 بغداد: محمد الأنصاري

احتفل جيشنا العراقي الباسل أمس الاثنين 6 كانون الثاني، بذكرى وعيد تأسيسه الـ104 كأحد أقدم الجيوش في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وبينما أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد أن رسالتنا في بناء جيشنا الوطني هي حماية الشعب، وحماية حريته، ودستوره، والدفاع عن حدود الوطن، رعى رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الحفل المركزي الذي أقامته وزارة الدفاع بالمناسبة وأطلق خلاله العمل بمشروع مدينة (6 كانون) السكنية على أرض معسكر التاجي المخصصة لمنتسبي وزارة الدفاع.


بيان الرئاسة

وقال رئيس الجمهورية، الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى (104) لتأسيس الجيش العراقي: "في مثل هذا اليوم وقبل مئةٍ وأربعِ سنوات تأسس أحد أبرز جيوش المنطقة ليكون واحداً من مستلزمات استكمال بناء المملكة العراقية الحديثة، والتي كانت تواجه الكثير من التحديات الخارجية".

وأضاف، "وإذ نستذكر بفخر واعتزاز كبيرين هذا الحدث الوطني الكبير إنما نستذكر بطولات الجيش العراقي وهو يقارع قوى الإرهاب التي أرادت بالعراق سوءاً، فقد تمكن الجيش العراقي بصنوفه المختلفة وبمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والبيشمركة وبقية القوى الأمنية تمكن من هزيمة قوى الظلام والإرهاب، فسقطت مشاريع هذا المخطط الإرهابي على أسوار الوطن".

وتابع رشيد: "لقد خاب تخطيط وآمال كل من فكر ويفكر بعودة النظام الديكتاتوري الذي ما زالت آثار مآسيه شاهدة على ظلمه وطغيانه وبطشه وعدوانيته"، وأضاف "ومن هنا؛ ومن أجل أن لا تعود تلك الحقبة السوداء ندعو إلى تقديم الدعم والإسناد للجيش العراقي الذي واجه ولا يزال يواجه التحديات الجسام، فإذا كانت رسالة النظام السابق في بناء الجيش هي بناء قوة مهددة للشعب والجوار، فإن رسالتنا في بناء جيشنا الوطني هي حماية الشعب وحماية حريته ودستوره والدفاع عن حدود الوطن لا تهديد أمن الجوار واستقرار المنطقة".


الحفل المركزي

في غضون ذلك، رعى رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، الحفل المركزي الذي أقامته وزارة الدفاع في العاصمة بغداد تحت شعار (يد للسلام والأمان ويد للبناء والعمران)، بمناسبة الذكرى 104 لتأسيس الجيش العراقي، وحضر الحفل وزيرا الدفاع والداخلية، ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعدد من أعضاء اللجنة، ورئيس أركان الجيش، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وعدد من القادة العسكريين.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح"، بأن رئيس الوزراء أطلق بهذه المناسبة، الأعمال التنفيذية في مشروع مدينة (6 كانون) السكنية التي ستشيد في معسكر التاجي، الخاصة بمنتسبي وزارة الدفاع، كما افتتح عدداً من مشاريع البنى التحتية

 للوزارة.

وأكد السوداني، في كلمة خلال الحفل أن "كل ما يتم تقديمه للجيش، هو استحقاق وليس منَّة أو تفضلاً من أحد"، كما حيّا القائد العام للقوات المسلحة ذكرى التأسيس للجيش العراقي، الذي ترافق مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة "حيث ولد أول تشكيل للقوات المسلحة قبل 104 سنوات ليصبح الجيش عنواناً بارزاً ومن بين أهم ملامح الدولة، وصار وجوده تأكيداً على فكرة الاستقلال، وحماية السيادة العراقية".

وتابع: أنه "بعد بزوغ فجر الحرية على العراق، عاد جيشنا ليكون في المكانة التي تليق به، ويكون مدافعاً عن وطنه وشعبه"، موضحاً أنه "مع سقوط النظام الدكتاتوري لم يعد الجيش أداة بيد الحاكم يتسلط بها على رقاب الناس، وهذا أحد مكتسبات نظامنا الديمقراطي الذي لا يسمح بالانفراد بالسلطة أو خوض المغامرات التي تتسبب بخراب البلد".

وذكر السوداني، أنه "حين ضرب الإرهاب العراق، كان الخيار الأول والأمثل هو إعادة بناء جيشنا، وجمع كل عناصره الوطنية المهنية، وإسناد وجود الدولة العراقية ومؤسساتها"، لافتاً إلى أن "وحدات وتشكيلات هذا الكيان الوطني الدستوري توسعت لتصبح بحجم التحديات، ومتطلبات المرحلة، والخطر الذي يهدد الوطن".

وبين أن "جيشنا البطل خاض خلال سنوات ما بعد الدكتاتورية، الكثير من المنازلات، وقدم التضحيات، مسترشداً بعقيدة وطنية وإنسانية تحكمها القوانين ومبادئ حقوق الإنسان"، لافتاً إلى أن "أبناء جيشنا لم يبخلوا لا بالأرواح ولا بالدماء من أجل أن يبقى كل عراقي مرفوع الرأس، يفتخر بما خاضهُ جيشنا من أجل الأمن والاستقرار".

وأوصى رئيس الوزراء القيادات العسكرية "بمواصلة الاستعداد من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار في عموم العراق الذي انطلقت الحكومة معه بمشاريع خدمية وتنموية، وأنجزت الكثير بفضل التضحيات العظيمة لقواتنا الأمنية"، موضحاً أن "مجلس الوزراء أصدر قراراً وجه من خلاله بتخصيص قطع أراضٍ لتوزيعها بين أبناء وزارة الدفاع في باقي المحافظات".

وقال السوداني: "عملنا على تنويع مصادر السلاح والتجهيز بأحدث الأسلحة وأكثرها تقدماً، ليصبح الجيش في أتم الجهوزية والاستعداد"، وأضاف "أجرينا مفاوضات مع دول التحالف الدولي الصديقة التي ساعدتنا في الحرب على (داعش)، لننتقل معها إلى علاقة ثنائية ترعى المصالح المشتركة، وتأخذ بعين الاهتمام السيادة الكاملة لبلدنا"، مؤكداً أن "الحكومة جعلت واجب رعاية أبناء جيشنا في مقدمة الواجبات، لأنّ العراق عاد اليوم إلى مكانته الطبيعية كدولة محورية بفضلكم"، كما شدد أن "رعاية عوائل شهداء الجيش، والاهتمام بالجرحى مسؤولية والتزام أخلاقي من قبلنا".


احتفاء البرلمان

من جهته، قال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، في تدوينة على منصة (X) تابعتها "الصباح"، أنه "بمناسبة عيد الجيش العراقي الباسل، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أبناء قواتنا المسلحة الباسلة بكل صنوفها وتشكيلاتها، الحصن المنيع لوطننا العزيز"، وأضاف مخاطباً القوات المسلحة، أن "تضحياتكم وبطولاتكم ستظل مصدر فخر واعتزاز لكل العراقيين، وأنتم رمز الشجاعة والصمود في وجه كل التحديات، كل عام وأنتم حماة الوطن ودرعه الحصين".

كما قدّمَ النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، خالص تهانيه وتبريكاته، إلى ضباط ومراتب الجيش العراقي البطل كافة، بمناسبة الذكرى الرابعة بعد المئة على تأسيس الجيش العراقي. 

وأشا المندلاوي في بيان أمس الاثنين، بالدور البطولي للقوات المسلحة في حفظ البلاد، والذي جسّد أسمى معاني التضحية والولاء للوطن، مؤكداً أن المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيداً من الدعم لحماة الثغور، وتستدعي رفع الحيطة والحذر ومستوى اليقظة والجهوزية للدفاع عن الأمن القومي العراقي، مبيناً أن السلطة التشريعية تضع على سلم أولوياتها تطوير تسليح قواتنا الأمنية البطلة.

قيادات أمنية وسياسية

هذا، وهنأ قادة أمنيون وعسكريون، الجيش العراقي لمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 104.

وقال وزير الدفاع ثابت محمد العباسي في بيان تلقته "الصباح": "سطّر جيشنا البطل وعلى مدى سنوات تشكيله سفراً خالداً من البطولات والتضحيات التي امتدت لحماية بعض البلدان العربية وليس العراق فحسب".

ومضى العباسي بالقول: "لقد خاض جيش العراق مختلف أنواع الحروب ببسالة كوّنت لديه خبرة مكّنته دائماً من إحراز النصر، وهذا ما شهده ولمسه العالم أجمع خلال المعارك الأخيرة التي خاضها الأبطال ضد عصابات داعش الإرهابية، إذ تمكن من دحرها وهزيمتها شر هزيمة وطردها من أرض العراق المقدسة"، لافتاً إلى أن "مرور هذه المناسبة العزيزة الآن يدعونا إلى التأكيد على أهمية التلاحم بين قواتنا المسلحة والمواطنين الذين كانوا سنداً وظهيراً صلباً لقواتهم المسلحة في الدفاع عن العراق وأمنه وحريته".

وهنأ جيشنا الباسل بمناسبة ذكرى تأسيسه؛ نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن كريم التميمي.

من جانبه، قال زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في تدوينة له على منصة "X" مخاطباً أبناء جيشنا الباسل: إن "شعبنا سيظل مديناً لكم ولمواقفكم الشجاعة في الدفاع عن حياض البلد الغالي، ويقدر عالياً كل تضحيات شهداء الوطن الأبرار ويضعها في أنصع صفحات تاريخه العريق". وتقدم زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، بالتهاني والتبريكات للجيش العراقي بذكرى تأسيسه الرابعة بعد المئة، مجدداً مطالبته بحصر السلاح بيد الدولة. بدوره، أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، في بيان بالمناسبة، على ضرورة تعزيز قدرات الجيش العراقي عبر تنويع مصادر تسليحه وفق أحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً، بما يواكب التحديات الأمنية التي يواجهها العراق، كما حثَّ "السلطة التشريعية على إنصاف أبناء المؤسسة العسكرية عبر تعديل القوانين بما يحقق تحسين رواتبهم التقاعدية أسوة ببقية موظفي الدولة".