بغداد : نور اللامي
ما زال تقدير المرأة، في أحيانٍ كثيرةٍ، يُقاس بقدرتها على الإنجاب، الأمر الذي يضعها في مواجهة ضغوطٍ مجتمعيَّةٍ تؤثر سلباً في حياتها وصحّتها.
تقول ليلى عباس (أمّ لستة أطفال): "كنتُ أعتقد أنَّ كثرة الإنجاب ستجلب السعادة، لكنّني تعرَّضتُ لأزماتٍ صحيَّةٍ خطيرةٍ بعد ولادتي الأخيرة، فتعرَّضتُ لأمراضٍ مزمنةٍ تسبَّبتْ في انهيار صحتي."
كثيرٌ من النساء يعانينَ اليوم من هذه الضغوط التي تدفعهنَّ للإنجاب المتكرِّر، رغم مخاطره الصحيَّة. وفي هذا الصدد تقول
(أ. ر)، وهي أمّ لخمسة أطفال: "أنجبتُ ولداً بعد أربع بناتٍ، رغم تحذيرات الأطباء، لكنني خسرتُ صحّتي ورحمي في سبيل إرضاء المجتمع وزوجي."
كما أنَّ الإنجاب المتكرِّر يُعزّز الأعباء الاقتصاديَّة أيضاً، فهناك أمّ لسبعة أطفالٍ، تعمل خبّازةً في حيّ فقير، تروي معاناتها مع الإنجاب قائلة: "الحياة صعبة، لكن لا يمكننا التوقف عن الإنجاب بسبب الضغط المجتمعيِّ."
وتُحذر الباحثة الاجتماعيَّة د. رؤى درويش الطرفي، من أنَّ ظاهرة الإنجاب المفرط تؤثر في استقرار الأسر وتُعرِّض الأمهات لأمراضٍ مزمنةٍ مثل السكّري وضغط الدم، ما يؤثر في استقرار الأسرة والعلاقة الزوجيَّة برمَّتها.
التوعية الصحيَّة وتنظيم الأسرة هما الحلُّ الوحيد لتقليص هذه الظاهرة. وتقول مروج طارق الدوري، اختصاصيَّة نساء: "المباعدة بين حَمْلٍ وآخر ضروريَّة لصحَّة الأمِّ والطفل، ويجب أنْ تكون من سنتين إلى ثلاث سنوات."
الإنجاب المفرط في العراق ليس مشكلة صحيَّة فقط، بل أزمة اجتماعيَّة واقتصاديَّة تتطلب حلولاً عاجلة.