السودانيّ في طهران

الأولى 2025/01/08
...

 كتب رئيس التحرير:


منذ بدء مأساة غزّة مروراً بتدمير جنوب لبنان وصولاً إلى الحدث السوريِّ الأخير، قدَّمت الحكومة العراقيَّة أدلة وافية على انتهاجها سياسة حكيمة متزنة في ظلِّ فضاءٍ أمنيّ وسياسيّ أقلّ ما يمكن أنْ يقال عنه إنه سوداويّ ويُنذر بالكوارث.

العراق في عين العواصف الهابَّة من كلِّ الاتجاهات، ولا يمكنه ـ بحكم موقعه الجغرافيِّ ومكانته في إقليمه ـ أنْ يظلَّ بمنأى عن تداعيات ما يحدث، ففي منطقةٍ كمنطقتنا تُصبح لكلِّ واقعةٍ سياسيَّةٍ أو أمنيَّةٍ في أيِّ دولةٍ ارتداداتٌ عميقة في سائر الدول الأخرى. ولهذا كان لزاماً على كلِّ الدول أنْ تأبه وتنشغل بما يحدث، خصوصاً أنَّ هذه الأحداث كان لها وقعٌ مزلزلٌ قد تمتدّ آثاره لسنواتٍ طوال.

لكنَّ الاهتمام العراقيَّ بالحدث اتخذ له مساراتٍ عادتْ بالنفع ليس على العراق وحده بل على مجمل المنطقة، فقد كان عامل تهدئةٍ في جوٍّ محمومٍ من الصراع المميت، وكان منصَّة حوارٍ في وقتٍ لم يعدْ يسمع فيه أحدٌ إلا صوت الانفجارات، وكان جسراً للتواصل في الوقت الذي انشغل فيه آخرون بحفر خنادق.

القدر الجغرافيُّ حتّم على العراق أنْ ينشغل عميقاً بما يجري حوله، لكنَّ هناك قدراً آخر يتمثل في إصرار الحكومة العراقيَّة على تجنيب العراق ويلات الحدث الفادح، فكان جهد الحكومة منصبّاً على أنْ يجتاز العراق منطقة العواصف بلا خسائر.

زيارة السيّد رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ إلى طهران اليوم، تأتي في هذا السياق الذي أثبت نجاحه وفاعليته.