رحيم رزاق الجبوري
منذ نعومة أظفارها، وهي تحب وتعشق اقتناء القطع التراثية القديمة، وتهوى جمع الصور والمجلات القديمة وقطع الحياكة والفخاريات والقطع النحاسية والعملات النقدية وغيرها. ونمت هذه الموهبة في داخلها، وبدأ مشروعها يكبر يوما بعد آخر، ويتطور حلمها لتقوم في عام 2020 بتأسيس (متحف الأسلاف)، ورغم صغر حجمه ومساحته، لكنه كان كافيا بتحقيق ذاتها واجتهادها.
إذ يحتوي المتحف على العديد من المقتنيات والانتيكات التراثية والفولكلورية، والفخاريات وغيرها.
وتقول غادة أنطونيوس، وهي أم لستة أولاد هاجروا جميعهم أرض الوطن: "إن حبي للوطن وترابه وتراثه وحضارته؛ جعلني متمسكة للعيش في هذه الأرض، وأرفض فكرة الهجرة، بالرغم من التحديات الصعبة التي تعرضنا لها بعد أن أقدمت عصابات داعش الإرهابية على سلب وحرق منزلنا، لكنني عدت بعد التحرير برفقة زوجي لأكمل مشروعي الحلم".
وتضيف:" إن فكرة تأسيس متحف خاص بالتراثيات، كانت تراودني منذ الصغر، حيث كنت مولعة بجمع الصور والمجلات والطوابع وملابس الحياكة، وأي قطعة قديمة تراثية أو فلكلورية تصادفني على الفور أقوم باقتنائها، حبا وعشقا واعتزازا بتراث بلدي، لاعتقادي الجازم بأن هذه المقتنيات هي أرث وتراث ناطق لتاريخ أجدادنا، والحفاظ عليها هي مسؤولية تقع على عاتقنا، فضلا عن تعريف الأجيال بها".
وتمضي صاحبة ومؤسسة متحف الأسلاف، الذي يقع في محافظة نينوى، وتحديدا في قضاء الحمدانية قره قوش (بغديدا) بالقول: "شاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات التي أقيمت في أغلب محافظات العراق، ومنها: مهرجان نينوى، والأنبار، والبصرة، والصويرة، والسليمانية (جمجمال)، والحضر، ومهرجان السريان في أربيل، والمهرجان التراثي في بعشيقة، والحمدانية. ولا زلت مواظبة على الترويج والمساهمة في إشاعة هذه الثقافة الجميلة في نفوس المواطنين". كما طالبت أنطونيوس، بتقديم الدعم والمساندة لها، من قبل المسؤولين في المحافظة، معنويا وماديا، فضلا عن تسليط الضوء على عملها وتقييمه من قبل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالثقافة والفنون والتراث، عطفا على الانطباع الطيب والاعجاب والاندهاش الذي يبديه السيّاح الأجانب والمواطنون حين يزورون المتحف، ويطلعون على ما يحتويه من قطع تراثية قديمة ونادرة. خاتمة حديثها، بالقول: "أشكر كل من ساندني ووقف معي، لتحقيق حلمي، من أصدقاء وأقارب وأحبة، وشجعوني على تأسيس هذا المتحف، لا سيما رابطة المتاحف العراقية وتعاونهم الكبير معي. كما أوجه كلمة لأولئك الذين ينتقدونني ويطالبونني بالسفر خارج البلد، فأقول لهم، بأني عراقية الأصل والمنبع وجذوري عراقية راسخة في هذه الأرض العظيمة ولا أتركها ما حييت".