الحسناء صارت وحشاً

الصفحة الاخيرة 2025/01/13
...

عبدالهادي مهودر



في كل العالم وليس في العراق وحده أفسدت عمليات التجميل وجوه النساء ، وباتت قصص فشل عمليات التجميل تتحدث عن نفسها في وجوه وأجساد النساء اللاتي أصبحن كتماثيل جامدة في متاحف الشمع ، وفي كل عام تغلق وزارة الصحة عشرات مراكز التجميل دون معرفة عدد الضحايا والعمليات الفاشلة، ومحاكمنا لا تخلو من دعاوى تخص عمليات التجميل لكن المرأة العراقية تغطي وجهها لمداراة الكارثة الطبية ولا تكشف عن مأساتها للصحافة ، كما حصل في مدينة يوكشاير التي خرجت منها مواطنة إنگليزية لتقول ( لقد دفعت لطبيب تجميل آلاف الدولارات والآن أبدو مثل الوحش أو كتمثال مثير للاشمئزاز ).

وتروي ( بي بي سي ) الكابوس الذي تعيشه السيدة (اندريا) بعد حقن وجهها بحشوات غير صحيحة وكيف أقنعها الطبيب بأن خديها غير متساويين وأنه يمكنه المساعدة بإجراء عملية تجميل ، وكيف تحققت من سمعة العيادة الفائزة بجائزة أفضل عيادة تجميل عام 2022 ، لكن ( اندريا) وبعد مرور عامين على إجراء العملية بقيت تغطي وجهها خشيةً من سخرية الناس منها، أما المفاجأة الأخرى في القصة فالتحقيق كشف عن أن الطبيب اشترى درجة الدكتوراه الفخرية عبر الإنترنت!

حصل ذلك في مدينة إنگليزية لعيادة حاصلة على لقب الأفضل بين عيادات التجميل رغم الضوابط الصارمة التي نسمع عنها في الدول الأوروبية، فكيف الحال مع مراكز التجميل المزيفة التي تكشف عنها الحملات التفتيشية المستمرة في بغداد والمحافظات؟ 

وإذا كان لدينا ألف (اندريا) تعيش الكابوس نفسه ولكن بالصمت الرهيب، وإذا كانت حملات التفتيش التي تجريها وزارتا الصحة والداخلية لا تمثل حلاً نهائياً لمثل هذه المآسي فمراكز وعيادات التجميل باتت بحاجة إلى تشريع قانون خاص حتى لا تتحول وجوه النساء إلى حقول تجارب والحسناء إلى وحش.