«العلاج بالمعنى» في اتحاد الأدباء

ثقافة 2025/01/19
...

  بغداد: مآب عامر 


تناول المترجم د. علي السعيدي تحليلاً وجودياً لمسرحية "في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، وكيف خلقت شخصيات عبثية منعزلة جسدت نظرية "العلاج بالمعنى" لفيكتور فرانك. 

في جلسة "القلق والاغتراب الوجودي في مسرحية "في انتظار غودو" التي اقامها نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وأدارها المترجم عباس عزيز علي جرى الحديث عن نظرية "العلاج بالمعنى" للطبيب النفسي فيكتور فرانك الذي وجد ضرورة السعي نحو معنى يجب تحقيقه، حيث عالج فرانكل آلاف المرضى القلقين والمكتئبين والمفكرين في الانتحار على مدار حياته وطور العديد من الأدوات. 

وفي "انتظار غودو"، تتجلى العبثية طوال قصة المسرحية، وأن البطلان يصران على التحدث عن أشياء لا معنى لها، بل إن أحداث المسرحية تثير ارتباكاً يجعل الشخصيات تتساءل عن وجودها الفعلي، كما أن الأشياء الظاهرة مثل القبعة والحذاء وغيرهما، هي ببساطة طريقة مجازية للإشارة إلى أن الحياة لا معنى لها وفقا لرمزيتها. 

المترجم د. علي السعيدي عرض المسرحية خلال الجلسة بشكل مركز في إشارة الى أن الحديث بين الشخصيتين كان يظهر طرحهما لحجج واهية كي لا يقدمان على أي فعل، وهو ما يبدي أن هذه الشخصيات مشلولة عن الحركة وغير قادرة عن ترك المكان (الأمر الذي يأخذني لعبارة ليس في سلوك الشخصيات ما يغري غودو للمجيء)، مؤكداً أن لدينا بعض الاشارات في المسرحية منها الانتظار بلا هدف أو غاية، وكأن الرسالة التي يريد ايصالها بيكيت هي من الملوم في مصير الإنسان بهذه المسرحية هل هو غودو أم الإنسان؟، ولو القينا نظرة لرموز المسرحية وشخصياتها فسنجدها بائسة وتحاول أن تقتل الوقت بالفراغ وبالكلام غير المجدي، وهناك أيضا صورة العبودية الظاهرة عبر الرموز، وكذلك فقدان الهوية بينما الهدف بدا عبر مشهد ضبابي. 

تناول السعيدي أيضا بعض الشروحات عن الإنسان وكيف أنه كائن مرعب اذا لم يتهذب أو يتفاعل الحس الأخلاقي، كما وطرح نبذة عن حياة عالم النفس فيكتور فرانك صاحب نظرية "العلاج بالمعنى" وأنه كان حبيس السجون النازية وعاش خلالها حياة مأساوية، ليبرهن بعد ذلك أن خلو الإنسان من المعنى يعني أنه يعيش حياة خالية من جوهر المعنى. 

وتخلل الجلسة العديد من المداخلات والاسئلة التي اغنت النقاشات ودفعت بها لتكوين فكرة مفادها أن الحب هو المعنى الذي طرحه فرانك عبر نظرية "العلاج بالمعنى" هو الأساس سواء كان على المستوى الشخصي أو المستوى العام.