مغادرة «القائمة الحمراء» خطوة مهمة لجذب الشركات الدوليَّة

الثانية والثالثة 2025/01/21
...

 بغداد: شكران الفتلاوي

   ومهند عبدالوهاب

رحب خبراء ومسؤولون تنفيذيون وتشريعيون؛ بخطوة إخراج العراق من القائمة الحمراء (الدول عالية المخاطر بخصوص الوضع الاستثماري)، تلك الخطوة المهمة التي رافقت الزيارة التاريخية التي أجراها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى لندن الأسبوع الماضي، وبين المختصون الذين تحدثوا لـ"الصباح"، أهمية هذه الخطوة في جذب الشركات العالمية الكبرى للدخول في الاستثمار بالبلاد، وضخ رؤوس الأموال في مختلف القطاعات.

وقال رئيس هيئة استثمار بغداد، الدكتور علي داود العطار، في حديث لـ"الصباح": إن "تفعيل الدور الدولي للعراق وإبرام الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الدول المؤثرة ومنها بريطانيا، في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها والأمنية، يأتيان لتعزيز الشراكة والتعاون الثنائي بين البلدين، خاصة أن الأخيرة لها الدور المهم في صناعة الرأي العالمي وصناعة القرار الدولي والأممي".

وبيّن، أن "زيارة رئيس الوزراء إلى بريطانيا، تمثل انطلاقة جديدة لعلاقات العراق مع مختلف الدول"، واصفاً خروج العراق من "القائمة الحمراء" إلى "البرتقالية"، بـ"الإنجاز الفاعل والمنطلق لفسح المجال لدخول الشركات الأجنبية في سوق العمل في العراق، بعد أن لمست تلك الشركات زوال عامل الخطر، كون المستثمر، دائماً ما يبحث عن بيئة استثمارية مستقرة وآمنة".

وأضاف العطار، أن "لبريطانيا اهتماماتها الإقليمية، وهي أيضاً تدرك دور العراق الحيوي في المنطقة، وبعده التاريخي وموقعه الجغرافي، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك وذلك إيماناً منها بدور العراق"، لافتاً إلى "تصدُّر الاتفاقات الأمنية والمناخية والبيئية الأولوية، فضلاً عن التأكيد على التزام العراق بإنهاء ملف حرق الغاز المصاحب، في المباحثات". 

وأكد، أن "التعامل الناضج والمتزن والذي ينطلق من مصلحة العراق العليا، هو خطوة باتجاه تنمية اقتصادية عراقية شاملة، وتصبُّ في مصلحة البلد، وتفسح المجال لدخول شركات أجنبية رصينة، تتمخض عنها مشاريع منتجة في مختلف المجالات والأطر، ومن الممكن أن تكون محفِّز لدول أخرى في الدخول للسوق العراقية، كونها سوقاً واعدة فيها مساحات كبيرة للعمل والإنتاج وقابلة للتوسع والتطور مع وجود مقومات التنمية، وتوفير فرص العمل للأيدي العاملة العراقية".

وأوضح، أن "تنفيذ الاتفاقات مع بريطانيا وغيرها من دول مؤثرة والعمل على تقويم الإنتاج المحلي يجنبان البلد خروج العملة الصعبة من مليارات الدولارات سنوياً لاستيراد المواد الأولية أو المواد المصنَّعة"، لافتاً إلى أنه "في حال وجود منشآت منتجة سيتم الاستغناء عن إخراج العملة الصعبة والاإبقاء عليها من خلال العمل داخل البلد بهذه المصانع والمنشآت وتقليل الاعتماد على الاقتصاد الريعي المنصبّ على تصدير النفط".

تأييد برلماني

نائب رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بمجلس النواب، جاسم العلوي، بين لـ"الصباح"، أن "زيارة رئيس الوزراء كانت ناجحة وعملية وحظيت باهتمام من الحكومة البريطانية والشركات الكبرى".

وأضاف أن "العراق تمكن خلال الزيارة من تحقيق أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية مهمة في تعزيز العلاقات الخارجية الاقتصادية والسياسية والأمنية لتلافي الإشكالات الأمنية والمعوقات التي تواجه تطور العراق على جميع  المستويات". ولفت إلى أنه "ضمن الأهداف المهمة التي حققتها الزيارة هو خروج العراق إلى فضاء الاقتصاد التنموي والاستقرار الأمني والسياسي".

مهمة وفاعلة

من جانبه، عدَّ الباحث في الشأن الاقتصادي، عماد المحمداوي، في حديث لـ" الصباح"، زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى المملكة المتحدة بـ"المهمة والفاعلة" والتي تنصبُّ في مصلحة العراق، لاسيما بعد إجراء الكمِّ الكبير من الاتفاقات والتفاهمات مع الشركات البريطانية الرصينة، وفي المجالات كافة، خصوصاً أن تلك الشركات تمتلك الباع الطويل والخبرة الكبيرة في الجانبين الاقتصادي والأمني.

وأعرب المحمداوي، عن تفاؤله الكبيرة نتيجة لانتقال العراق من "القائمة الحمراء" إلى "البرتقالية"، آملاً أن يتم الانتقال إلى مراتب متقدمة أخرى في قادم الأيام بعد إثبات جدارة العراق بتهيئة السبل لاتمام المشاريع المتفق عليها بين الجانين، وتعزيز الجانب الأمني، لبثِّ الطمانينة للشركات الكبرى ومن مختلف الدول.

يذكر، أن محافظ البصرة أسعد العيداني، "كشف عن رفع تقييم الوضع الاستثماري في العراق من القائمة الحمراء إلى البرتقالية خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى لندن، وفيما وصفه بالإنجاز المهم، كشف عن حصول اتفاقات أمنية ومالية جديدة مع بريطانيا خلال الزيارة أثمرت عن تحول تقييم المخاطر في العراق من القائمة الحمراء إلى البرتقالية من ناحية البيئة الاستثمارية، ومن الممكن تحوله إلى الأصفر".

يذكر أن الزيارة التي وصفت بـ"التاريخة" لرئيس الوزراء، محمد شياع السوداني إلى لندن، شهدت التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم المشتركة بين العراق والمملكة المتحدة في مختلف المجالات، فضلاً عن استقبل السوداني، لمثلي 24 شركة بريطانية كبرى في قطاعات ونشاطات مختلفة، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال، بحضور مسؤولين حكوميين بريطانيين، ورحب بعمل الشركات البريطانية في العراق، مؤكداً أن البيئة الاستثمارية وفضاء الأعمال بات مفتوحاً وجاذباً لمختلف أنواع النشاطات الاستثمارية والتنموية، وأشار إلى أن الاجتماعات والاتفاقيات التي جرى توقيعها مع الجانب البريطاني، تحتاج لترجمتها إلى أفعال وخطوات، وأن الجزء الأهم بات يقع على عاتق الشركات.