علي حنون
رصدنا، ونحن نتابع مباريات دوري نجوم العراق، حالات مُستهجنة وغريبة ولا تمت بصلة لرؤى نتمناها هي السائدة، في أتون دوري النجوم، ولسنا نعرف دوافع أصحابها ولا الغاية، التي ينشدون بلوغ شواطئها من عبر السير في سبيلها، وأبرز تلك الحالات المُعيبة، تتمثل بالتجاوز على حكام بعض المباريات من قبل نفر من الجمهور ولاعبي عينة من فرق الأندية من خلال الإتيان بسلوكيات غير مُحببة تعكس قفزاً على قيم ومبادئ الروح الرياضية، سواء بالاعتداء أو محاولة الاعتداء على قضاة المباريات (الحكام) ولأسباب يندرج سوادها في رفوف الأمر الطبيعي لأنها تعكس هفوات بشرية قابلة الوقوع.
وجميعنا نُسلّم بأنه في حالات معينة يُمكن أن يكون تقدير الحكام خطأ وشفيعهم أنها عفوية وليست مقصودة لذلك يعكس أمر تقبلها، إدراكاً لهذه القاعدة خاصة أنَّ بعض الأخطاء لا ترتقي إلى مرتبة تضعها على رف التأثير السلبي في مُجريات وأحداث المُقابلة، ومع ذلك يظهر لنا بين مباراة وأخرى بعض اللاعبين والإداريين وكذلك ثلة من الجمهور من يُعبّر عن رفضه لبعض القرارات التحكيمية بردّات فعل مُشينة تُؤشر عدم انضباط في ظل غياب الرادع، الذي من شأن حضوره أن يكون مُوجهاً لتلك السلوكيات ومانعاً لها، ومع غياب الدور الإيجابي لعيّنة من إدارات الأندية تفاقم السلوك السلبي، كما أنَّ اختفاء الردع المطلوب للاتحاد وعدم اتخاذه العقوبات المطلوبة، التي تُساير وتُناظر تلك التجاوزات، أعطى الضوء الأخضر لتكرار تلك السلوكيات، التي نخشى أنها ستصبح طبيعية طالما لم يجد من يُسيئ التصرف من يُوقفه ويأخذ بحق الحكم.
وإذا كنا نُعضّد- باستمرار- في مقالاتنا جهود منظومة (لا ليغا) في تحقيق قفزة نوعية في ملاعبنا من خلال الإشادة بالتنظيم والتسويق ودعم الجهود الفنية، فإننا لا يُمكن أن ندير ظهورنا إلى حالات التجاوز على الحكام وفق مزاجيات مريضة، طالما أنَّ أصحاب الصافرة شركاء في النجاح وهم يبذلون جهوداً مُضنية من أجل إخراج المباريات بصورة تحمل لنا الإيجابية في هذا الجانب، ويقيناً أنَّ الوقوف عند هذا الموضوع بحثاً عن الحلول الناجعة يأتي من جانب رغبتنا في المُساهمة بتأشير مواطن السلب في أداء دوري نجوم العراق للارتقاء به وفي الفواصل إلى الدرجة، التي تضعه في مرتبة المُسابقات الوطنية الإقليمية المُتميزة.
لذلك، نتمنى من إدارة المُسابقة، ومن خلال ركونها إلى تشكيل لجان مُختصة بصلاحيات مُستقلة، أن تعمل بمهنية عالية تُظهر فيها جديتها بالتعاطي بحزم مع حالات التجاوز أياً كان مصدرها، بعيداً عن التأثر بفعاليات جانبية، يحتكم فيها إلى شؤون تتعلق بملفات أخرى، لأنَّ الإساءة لشريك نجاح سيجعلها في مرمى الاتهام بالابتعاد عن مهنيتها في نصرة من يتعرّض للتجاوز أثناء تأدية واجبه، وأما التلويح فقط بالعقوبات أو إقرارها بصيغ خجولة، فإنَّ الحال سَتُبقي، وكما أسلفنا، باب تكرار الحالات السلبية مفتوحاً، وسيراً على مقولة عبد الله بن المقفع (من أمن العقاب أساء الأدب).