وعود ترامب وسياساته

آراء 2025/02/03
...

 حمزة مصطفى

لا يخلو العالم من الحروب والنزاعات. هذه هي سنة الحياة والبشر منذ أن وجدت الحياة والحجر. الحروب والنزاعات أنواع. حروب على الموارد وأخرى على الحدود وثالثة على الأرض. القرنان الماضي (العشرون) والحالي (الحادي والعشرون) شهدا حروبا ونزاعات مختلفة وفي كل القارات. القرون العشرون شهد حربين عالميتين سقط خلالهما عشرات ملايين الناس.

أما القرن الحالي (الحادي والعشرون) فيشهد حاليا ومنذ نحو 3 سنوات حروبا مختلفة بين أهلية وأخرى قارية وثالثة مستمرة منذ 75 عاما هي الحرب بين العرب وإسرائيل. وطبقا لكل توقعات الخبراء والاستراتيجيين في العالم ليس هناك مؤشر ولو واحد على إمكانية نهاية هذه الحروب أو بعض منها وإحلال السلام. 

 السؤال الذي يبدو جديرا بالطرح هو.. ما الذي يجعل رجلا واحدا في هذا العالم اسمه دونالد ترامب يعتقد بل يكاد يجزم انه قادر على الحروب وإحلال السلام؟ في الحقيقة لا توجد مؤشرات عملية مقنعة يمكن من خلالها الركون الى قناعات أو تأكيدات ترامب حتى لو كان رئيس أعظم دولة في العالم؟ صحيح أن ترامب رجل قوي ويبدو بعد تجربته الأولى في الحكم (2016 ـ 2020) بدا محنكا الآن ويتصرف بكثير من الدراية والفهم لمشكلات العالم وحروبه، لكن هذا وحده لا يكفي. ولعل السبب الرئيس الذي يجعل وعود ترامب الانتخابية تتبخر أن بلاده (الولايات المتحدة الأميركية) طرف رئيس، بل ومنحازة انحيازا سلبيا في معظم الصراعات والنزاعات والحروب التي يشهدها العالم. 

لنترك الحرب الروسية ـ الأوكرانية ومدى قدرة ترامب على إيقافها، حتى بافتراض لديه علاقة جيدة مع بوتين وسيئة مع زيلينسكي، لكن تبقى المصالح الأميركية والأطلسية من الصراع الروسي ـ الأوكراني تفوق قدرة ترامب على إيقاف الحرب حتى لو مارس الضغط على طرفي النزاع أو أحدهما. ولنترك الحرب الأهلية في السودان التي تكاد ينساها العالم ولن يقف عندها ترامب كثيرا ونأتي الى الصراع العربي ـ الإسرائيلي ونفحص ليس قدرات ترامب بل مواقفه وسياساته. كيف نأمل من رجل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، وهو ما لم يفعله أي رئيس قبله منذ بيل كلنتون وبوش الابن وأوباما؟ كيف نأمل من رجل قرر بجرة قلم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري المحتل؟ هل نستطيع وصفه الآن وفي ظل رئاسته الثانية بالحياد لكي يعمل على وقف الحرب وإعلان هدنة وصنع سلام، بينما منح إسرائيل وصديقه نتنياهو كلَّ ما يريد ويحلم به خلال رئاسته الأولى؟