بغداد : قاسم موزان
تغرق بغداد في أزمة البناء العشوائيِّ الذي اجتاح شوارعها وأحياءها السكنيَّة، إذ أصبحت الأزقة الضيِّقة مسرحاً للفوضى. المواد الإنشائيَّة المكدَّسة والآليات الثقيلة التي تُنفّذ أعمال البناء، باتت تُشكّل عائقاً كبيراً أمام حركة المرور والمارَّة، بينما يتفاقم تأثيرها في البنية التحتيَّة.
كما أنَّ الأمر لا يقتصر على المشكلات المادّيَّة فقط، بل يتسبَّب أيضاً في إزعاجٍ مستمرٍّ للجيران، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن التصرّف في ظلِّ غياب إجراءاتٍ جدّيَّةٍ لحلِّ المشكلة. ورغم وجود عقوباتٍ ماليَّةٍ على مثل هذه المخالفات، تبقى هذه العقوبات شكليَّةً ولا تُمثل رادعاً حقيقياً أمام قيمة البناء المرتفعة. فقد عبَّر المواطن كرار علي عن استيائه الشديد من الفوضى التي تشهدها بغداد بسبب عمليات البناء العشوائيَّة. وقال: "تُترك المواد الإنشائيَّة في الشوارع والأزقة وتُكدَّس بطريقةٍ تؤدِّي إلى تكدّس الفوضى. السبب الرئيس لهذه الفوضى هو غياب الرقابة الصارمة وعدم محاسبة المقصّرين." وأضاف، "لقد عانيتُ كثيراً، أنا والآخرون، من فوضى البناء وما يترتّب عليها من تكدّس الأنقاض وتركها في الشوارع لفتراتٍ طويلة، حتى بعد انتهاء العمل، ما يؤدّي إلى تدهور الوضع بشكلٍ كبير." من جانبه، اقترح المواطن سلمان كريم حلاً لتقليص هذه الظاهرة، إذ شدَّد على ضرورة أنْ يكون صاحب العمل المسؤول الأوّل عن تنظيف الشوارع والأزقة بعد كلِّ مرحلةٍ من مراحل البناء. وقال: "يجب على المقاول أو صاحب المشروع أنْ يلتزم إزالة المخلّفات البنائيَّة فور الانتهاء من كلِّ مرحلة بناء، لضمان عدم تراكم الأنقاض في الشوارع."