بيروت: جبار عودة الخطاط
حذرت أوساط سياسية من خطط "توطين الفلسطينيين في لبنان"، في وقت يسير فيه مسار تشكيل حكومة المكلف نواف سلام بخطى ثابتة، إذ أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه "على توافق وتشاور مستمر مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وسنصل إلى صيغة حكومية تعتمد على المعايير التي حددناها".
وتربط مصادر سياسية في لبنان بين ما شهدناه من سقف عال وغير مسبوق في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعم بشكل كبير لحكومة نتنياهو، وبين الاعتداءات المتصاعدة من الكيان المحتل على جنوب لبنان ومدى جدية الكيان في تنفيذ بنود اتفاق إطلاق النار مع لبنان، وهو ما يلقي بشكوك على مسألة انسحاب الجيش الصهيوني من المناطق التي مازال يسيطر عليها في جنوب لبنان، وما إذا كان سيمدد مرة أخرى فترة وجوده في الجنوب إلى ما بعد تأريخ 18 شباط الجاري.
في السياق، طلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من فرنسا أمس الأربعاء "دعم بلاده لموقف لبنان الداعي إلى الانسحاب الكامل للقوات الصهيونية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لاسيما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبية الموازية للحدود". كما طلب من الجانب الفرنسي خلال استقباله في قصر بعبدا، السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان "الضغط لتنفيذ الاتفاق بإطلاق الأسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري".
فيما، أكد رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب، في تصريح له أن "كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ترحيل أهالي غزة جدي وخطير جداً، فلقد تحدث عن حياة آمنة وسعيدة في سيناء والأردن ودول أخرى"، وأضاف :"طبعا هذا يعني إلغاء حقِّ العودة، وهذا يعني توطين الفلسطينيين في لبنان، لنرى موقف القوى السيادية اللبنانية".
في شأن الملف الحكومي، أكد رئيس الجمهورية جوزيف عون، أنه "على توافق وتشاور مستمر مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وسنصل إلى صيغة حكومية تعتمد على المعايير والمبادئ التي حددناها"، في حين ذكر رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، في تصريح، أنّ عملية تشكيل الحكومة تنعكس سلباً على "تقليعة العهد". ورأى أنّه "رغم وطنية وآدمية واستقامة (رئيس الحكومة المكلف) نواف سلام، إلا أن التفاصيل اللبنانية ضيّعته. لذا إذا استمر التعثُّر المطلوب، فعندها الاعتذار عن التشكيل"، وقال: "شجاعة الاعتذار حتى لا يُحبط فرحة اللبنانيين بالعهد".
بدوره، أكّد رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، في كلمته بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، أنّ "كلّ ما سيُقال هو من باب الإيجابية ويأتي في سياق حرص التيار على حسن تأليف الحكومة ونجاح العهد"، مشيراً إلى "أننا قرّرنا أن نتكلّم اليوم لأن لدينا خوفاً من التعثّر بالتأليف لأسباب ممكن تخطّيها وكي لا يفسّر سكوتنا أننا موافقون. نحن قدّمنا كل التسهيلات، ولكن هذا لا يعني أن نقبل ببعض التجاوزات والعثرات، وهدفنا من الكلام هو تصحيح المسار والوصول إلى تشكيل حكومة فاعلة قادرة تنفّذ خطاب القسم". ولفت باسيل إلى خمس نقاط؛ أولها وظيفة الحكومة، حيث اعتبر أن هذه الحكومة ليست حكومة عادية وأمامها تحديّات كبيرة، وهي "تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار في مواجهة الكيان الصهيوني الذي لا يزال معتدياً وغير ملتزم، والتعاطي الحكيم والاستقلالي السيادي مع سوريا ونظامها الجديد بدءاً من حسن العلاقات على أساس النديّة، وتسوية موضوع الحدود البرية والبحرية، وضبط الحدود ومنع التهريب، والعلاقات الثنائية والاقتصادية، والأهم هو العودة السريعة للنازحين السوريين التي ما زالت على مسار غير جدّي بتحقيقها. وما الأحداث الأمنية الأخيرة الاّ تأكيد على موقفنا الأساسي من وجوب قيام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات للعودة السريعة".