بغداد: الصباح
أشاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، بالدور الفاعل للعشائر في بناء ودعم سيادة الدولة وترسيخ الاستقرار، داعياً إلى التحرك بشكل حاسم لفض النزاعات العشائرية وإنهاء المظاهر السلبية.
يأتي ذلك، في وقت هنأ فيه السوداني، رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام باكتمال التشكيلة الحكومية اللبنانية الجديدة.
وذكر بيان لمكتبه، تلقته "الصباح"، أن "رئيس الوزراء، رعى المؤتمر العشائري العام لشيوخ عموم عشائر العراق، الذي نظمته وزارة الداخلية".
وأكد السوداني في كلمته بالمؤتمر، "دور عشائر العراق الفاعل في بناء ودعم سيادة الدولة وقوانينها، وفي ترسيخ الاستقرار والأمن".
كما أشار إلى "دور أبناء العشائر من عموم مناطق البلاد في مواجهة عصابات داعش الإرهابية وحماية البلد"، مبيناً أن "البرنامج الحكومي أفرد مكانة خاصة للعشائر؛ لأهمية دورها ومساهمة أبنائها في تحقيق التنمية والخدمات والإعمار، ودعم المشروع الوطني الذي تبنته الحكومة".
وأوضح "أهمية الدعم العشائري بإسناد جهد الحكومة التي أطلقت الكثير من المشاريعِ وأعادت العمل بالمتلكئ منها، كما أطلقت حزمة كبيرة من الإصلاحات لمعالجة ما ورثته من تركة لسياسات خاطئة امتدت لعقود ووضعت البلد في زاوية الاقتصاد الأحادي".
كما بين أن "العشائر أحد أهم التشكيلات الاجتماعية التي تمثل مظلة وعنواناً حيوياً يعبر عن وطنيتها، ومواقفها واضحة في ترسيخ الاستقرار، والمحافظة على الأمن ودعم مؤسسات الدولة"، لافتاً إلى أن "البرنامج الحكومي ارتكز في جانب كبير منه على الجانب الخدمي، والدعم العشائري ساهم بإنجاز المشاريع، إذ حظيت الزراعة بدعم واهتمام الحكومة من خلال إطلاق مشاريع الري الحديثة وتوفير المستلزمات الخاصة بالفلاحين والمزارعين".
وتابع السوداني: "وجهنا بتسليم كامل المستحقات الخاصة بتسويق المحاصيل الزراعية بلا تأخير، وإعادة الاعتبار للريف ليكون منتجاً ومساهماً في التنمية، واهتمت الحكومة بالصناعة وعملت ضمن خطط شاملة لتوطين الصناعات وتشغيل المصانع تحت شعار (صنع في العراق)"، منوهاً بـ "إطلاق مشروع طريق التنمية، وهو واحد من أهم المشاريع في المنطقة، ولا نبالغ إذا قلنا في العالم، والذي يضم مشاريع متكاملة بمختلف المجالات".
وأردف، أنه "قطعنا أشواطاً كبيرة بالإصلاحات، ونريد من عشائرنا المساهمة بها ودعمها، لأنها تؤسس لنهضة شاملة ستغير من حاضر ومستقبل العراق، ونحث شيوخ العشائر والوجهاء في المحافظات على المساهمة في دعم استمرار عمل الشركات بالمشاريع الخدمية" .
وطالب رئيس الوزراء، "العشائر العراقية بمضاعفة دورها الذي تمارسه اليوم في دعم الدولة وقوانينها، والتحرك بشكل حاسم لفض النزاعات التي يذهب ضحيتها الأبرياء، وإنهاء المظاهر السلبية"، مشدداً على ضرورة "التعاون مع الأجهزة الأمنية لمحاسبة المسيئين، وعدم احتضانهم وتقديمهم للعدالة، لأن أمن البلد فوق كل شيء" .
وأشاد بـ "جهود وزارة الداخلية ومديرية العشائر فيها، لما يقدمونه من اهتمام بعشائرنا الكريمة وزعمائها"، مؤكداً على "ضرورة تسهيل الإجراءات أمام زعماء العشائر ومساعدتهم بأداء مهامهم الاجتماعية أو الرسمية" .
ولفت، إلى أن "آفة المخدرات تفتك بالكثير من أبنائنا، وتسببت بتفشي الجريمة، ونعول على مشايخنا بإسناد الدولة في التصدي لها، ويجب تحصين أبناء العشائر أمام الأصوات الداعية للفتنة، والتي تريد تمزيق نسيج بلدنا الاجتماعي لغايات طائفية أو عرقية".
وزاد بالقول: إن "الحكومة تعاملت مع تطورات المنطقة بمبدأ الحكمة، من خلال المواقف والقوة في القرارات بعيداً عن الارتجال والانفعال"، مبيناً أن "سياسة الحكومة المتوازنة حصنت العراق وأبعدت عنه شبح العدوان والاحتراق بنار حرب أرادوها أن تحرق جميع بلدان المنطقة".
من جانبه، دعا وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، العشائر العراقية إلى تعزيز دورها في مكافحة المخدرات، والمساهمة في حصر السلاح بيد الدولة.
وقال الشمري خلال المؤتمر: إن "العشائر العراقية كانت وما زالت الداعم الرئيس لأمن العراق واستقراره، إذ أولت الحكومة العشائر أهمية كبيرة في منهاجها الحكومي سواء على الصعيد الأمني أو الخدمي".
وأكد أن "تاريخ العراق يزخر بقصص البطولة التي سطرتها العشائر في مواجهة عصابات داعش الإرهابية"، مبيناً أن "الأمن والاستقرار في العراق لا يمكن أن يتحققا من دون مسؤولية تشاركية من الجميع"، داعياً إلى "تعزيز التعاون المجتمعي مع القوات
الأمنية".