ليونارد ام جي: الحنين إلى الماضي

ثقافة 2025/02/12
...

  إميلي بيرن

  ترجمة: شيماء ميران


جاء كتاب المؤلفة "ليونارد ام جي" بتوقعات مرتفعة. فبعد ترشح روايتها الأولى "بيتل بوي" لميدالية كارنيجي عام 2016 والتي كانت تروي أحداث صداقة تربط بين مراهق وخنفساء وحيد القرن، ورواية " Twitch" الجزء الأول من سلسلة الروايات البوليسية " The Twitchers" التي حصدت جوائز سينسبري لكتب الاطفال لعام 2021، ونيل " The Highland Falcon Thief" من سلسلة مغامرات القطارات جائزة كتب الخيال العلمي للاطفال لهذا العام في جوائز الكتاب البريطانية. من المتوقع ان تحقق روايتها الاخيرة "Hunt for the Golden Scarab"، والتي لها جزء آخر مرتقب، نجاحا اخر كونها تمتلك كل المقومات لذلك.

تبدأ القصة بين جدران متحف "السير جون سون" في هولبورن، حيث يعيش بطلنا "سيم" البالغ من العمر 13 عاما في شقة العلّية مع والدته التي تعمل حارسة للمتحف. كان "سيم" يستمتع في وقت فراغه بالبحث بين مقتنيات "سون"، إذ  يبدو المتحف بالنسبه له، أشبه بقصر مسافر عبر الزمن اكثر من كونه منزلا لمهندس معماري. ويثبت هذا الشعور عندما يكتشف أن والدته لديها قوى خارقة للطبيعة، ما يمكنها من السفر عبر الزمن. وعندما تعود به إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، يجد “سيم” وصديقه في المدرسة "نيلسون" نفسيهما متورطين في مهمة للعثور على قبر نفرتيتي المفقود وحل لغز قبل أن تتمكن مجموعة شريرة من المستكشفين من الاستيلاء على اسرار مصر القديمة لغاياتهم الخاصة.

تتمتع كتابات "ليونارد" بالحنين للماضي. اشتهرت روايات مغامرات القطارات، التي شارك في تأليفها سام سيدجمان، برومانسية السفر قديما على السكك الحديدية، " حين تطلق القاطرة زفيرا من البخار، وكأنها تنين قديم وقوي على قيد الحياة وجاهز للطيران". حققت "ليونارد" مرة أخرى في هذه القصة الجديدة مستوى من التشويق المثير، إذ شعر "سيم" بصدمة من الذعر عند سماع صوت صفير الستائر الثقيلة التي تم سحبها جانبا، لكنه لم يستطع أن يرفع عينيه عن باب غرفة الرسم الجنوبية. لقد تجمد جسمه من الرعب  وألتصقت قدميه بالأرض. أمسكت والدته بكمه وصاحت "أركض"!.

إن الخيال يخفف من الواقعية النفسية، خلقت "ليونارد" من "سيم" و"نيلسون" شخصيتين مقنعتين، كل واحدة منها لديها سرد مراهق ممتع. وما ميز "سيم" و"نيلسون" عن بقية الاولاد انهما من طلاب المنح الدراسية وهو أساس صداقتهما. وفي ذات الوقت، كان تصويرها للشخصيات التاريخية ممتعا بالقدر ذاته. إذ تم تصوير "السير جون سون" الشخص المسن الهادئ؛ ثم نلتقي في الكتاب لاحقا بعالم الآثار المصري "هوارد كارتر" الذي تحدث بنحو مرتبك: "لا يهم انني قمت بواحد من أهم الاكتشافات الأثرية في هذا القرن، لأنني لست من الطبقات العليا. نادرا ما يستمع أصحاب النفوذ في هذا العالم إلى المتواضعين أمثالي".

عن التلغراف