الحكومة اللبنانيَّة الجديدة تعقد أولى جلساتها

قضايا عربية ودولية 2025/02/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

عقدت الحكومة اللبنانية الجديدة، أمس الثلاثاء، جلستها الأولى في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام وجميع الوزراء، في وقت وصل صباح أمس إلى بيروت رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي اتخذ قراراً قبل سنوات باعتزال العمل السياسي، وتكتسب هذه (العودة) اهتماماً استثنائياً، ربطاً بالظروف المستجدة في لبنان والمنطقة .

وعقدت الحكومة الجديدة جلستها، بعد أن تم التقاط الصّورة التّذكاريّة الرّسميّة للحكومة الجديدة بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري كإجراء بروتوكولي. وستكون أولى مهمات الحكومة؛ تشكيل لجنة إعداد البيان الوزاري، وانطلاق ورشة التسليم والتسلم بين الوزراء السابقين والحاليين.

في السياق، أوضح مصدر سياسي مطلع، أن "عملية صياغة البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى في لبنان لن تكون صعبة كونها ستكون مستوحاة من خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية جوزيف عون، ومن كلمتي رئيس الحكومة نواف سلام عند التكليف ومن ثم عند التأليف، وسيركز على تعزيز دور الجيش اللبناني كضرورة وطنية، ليس فقط لحماية الحدود ومنع التهريب ومكافحة الإرهاب، بل أيضاً لفرض سلطة الدولة على كامل أراضيها، وفق ستراتيجية دفاعية متكاملة تمكِّن لبنان من إزالة الاحتلال الصهيوني والدفاع عن سيادته، مع الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701، لما يشكله من عنصر أساسي في تثبيت الاستقرار في الجنوب" .

وأشار وزير الإعلام بول مرقص، إلى أن "الحكومة الجديدة مُصرَّة على تنفيذ انسحاب الكيان الصهيوني في 18 شباط الحالي"، مضيفاً: "أننا سنعيد العلاقات مع دول المنطقة إلى سابق عهدها" .

في غضون ذلك، واصل جيش الكيان الصهيوني خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر عمليات التفجير في قرى حدودية والاعتداء على المواطنين الذين عادوا إلى بلداتهم الجنوبية.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة التي تم تمديدها للانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان في تاريخ 18 شباط. هذا وقصفت مدفعية العدو أطراف بلدة شبعا في جنوب لبنان في سياق خروقه اليومية للاتفاق المذكور.

إلى ذلك، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، للمشاركة في ذكرى اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في 14 شباط الحالي، وقد ذكر الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري في وقت سابق أن "خطاب وتوجهات سعد الحريري في 14 شباط سوف ترسم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة"، وذلك في إطار زياراته على المناطق تحضيراً للمناسبة.

هذه الزيارة أو العودة تستحوذ هذه المرة؛ على اهتمام خاص، حيث تشيع أوساط مقربة من تيار المستقبل، بأن الزيارة من المتوقع أن تكون طويلة وتكتسب طابعاً سياسياً دسماً، ربطاً بالواقع المُستجد الذي فرض بصمته على لبنان والمنطقة، وقد جرت العادة أن تكون زيارة الحريري في ذكرى اغتيال والده لا تتجاوز رمزية المشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري إلى ما يمكن اعتباره تمهيداً لعودة الحريري الابن لممارسة نشاطه السياسي بعد قرار الاعتزال، فهل تكون هذه العودة هي الخطوة الأولى للحريري في طريق استئناف النشاط السياسي الطبيعي تماهياً مع الظروف السياسية الجديدة للبلاد؟ أم أنّ مروره سيكون عابراً مثل السنوات السابقة؟، ويقول مراقبون، إن الحريري يحاول استثمار هذه الظروف لعودة تدريجية للمعترك السياسي وهو ما ينتظره جمهور تيار المستقبل.