{دياجير الموصل} الحروب وتداعياتها

ثقافة 2025/02/16
...

  أربيل: رائد العكيلي


نظم المركز الأكاديمي بالتعاون مع مركز الموصل للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية حفل توقيع رواية "دياجير الموصل" لمها الفارس، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء ومنظمات المجتمع المدني. 

وتحدث رئيس مركز الموصل الدكتور خير الدين سليمان الذي أدارها عن تصوير الرواية للأحداث التي مرت بها مدينة الموصل بنظرة عميقة وتعبير للحزن الشديد الناتج عن قهر الإنسان وما صاحبة من خراب للبنية التحتية للمدينة.

وقال إن "الرواية جريئة الطرح والتعبير عميقة الاحساس باستخدام أسلوب المحاكاة والمقارنة للأحداث التي جرت على أرض الواقع لتثير العديد من التساؤلات عن الأسباب والآثار المستقبليَّة لما حدث، فقد تناولت الكاتبة التأثير التاريخي للمدينة والانعكاسات المؤثرة على واقع الشباب وجدليَّة صناعة الحضارة المختلفة في مفهومها عندما تفقد لغة التفاهم وتلجأ الى الحروب". 

وعبر الناقد عبدالواحد فرحان عن نجاح الكاتبة في تحقيق غايتها عبر محاور ومسارات عدة معرفية باقتفاء العديد من الشخصيات التي تحمل تناقضات في الفكر والانتماء من عائلة مثلت التنوع الموصلي في أفرادها لتجسد المآسي النفسية العميقة التي تدفع الأفراد الى التطرّف وخاصة عند شريحة الشباب، فالرواية تحمل رسالة مهمة حول أثر الحروب على المجتمعات ودعوة الى بذل المزيد من الجهود العلمية لفهم الإنسان والارتقاء بوعيه لانتشاله من الواقع الذي اكتظ بالجهل والتخلّف وفقدان الوعي والإرادة لكي يتحول من ضحية إلى إنسان قادر على النهوض من أجل حياة أفضل تليق بإنسانيته. 

وأوضحت الكاتبة مها أن المحور الأساسي للرواية كان شاهدا على المراحل والأحداث التي مرت بها مدينة الموصل خلال خمسة عشر عاما بالتصوير والتعريف بشخصيات الرواية وكيفية الانجراف الى التنظيمات المتطرفة والعودة من التطرف وانهيار منظومة العقل خلال الحروب، وأخيراً التصوير الكامل لما تخلّفه هذه الحروب والصراعات الإنسانية التي تركت صوراً وقصصاً ومآسي تتحدث عن واقع حدث في زمن معين. 

من جهته أشار الكاتب عبدالكريم السعدون الى أنَّ رسالة الرواية تهدف إلى إزالة الجروح وتنوير العقل للقارئ الذي يجد نفسه ضمن أي مجتمع تعرّض للحروب والتطرّف والانجراف السلبي ليبقى التوثيق القصصي أداة لفهم أحداث الماضي والوقوف على الأخطار واجتنابها لتصحيح مسار الأجيال المقبلة.