ترقُّب لبناني لانتهاء مهلة الاحتلال الصهيوني للجنوب

قضايا عربية ودولية 2025/02/17
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

بينما تنتظر الأوساط اللبنانية غداً الثلاثاء؛ انسحاب الجيش الصهيوني من مناطق الجنوب التي توغلت فيها قطعاته وفقاً لمهلة التأجيل الصهيونية، ما زال ملف منع الطائرة الإيرانية من الهبوط بمطار بيروت وما أعقبه من حراك شعبي ناقم يتفاعل بقوة، إذ دعا حزب الله الحكومة اللبنانية إلى "تحمل مسؤولياتها في حماية المعتصمين السلميين ‌‏وحقهم في التعبير عن مواقفهم، وطالبها بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط ‌‏في مطار بيروت" .

ومن المفترض أن يشهد يوم غد الثلاثاء 18 شباط الجاري، انتهاء مهلة انسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان، في خضم نيَّة صهيونية - كما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري بتبليغه من واشنطن - لبقاء جيش الكيان المحتل في خمسة مواقع في الجنوب، الأمر الذي قابله لبنان برفض مطلق، بينما يستمر الجيش الصهيوني باعتداءاته وخروقه لاتفاق وقف إطلاق النار.

وكانت باريس قد اقترحت؛ أن ينتشر جنود من قوة حفظ السلام الأممية في لبنان (اليونيفيل)، بمن فيهم جنود فرنسيون، في مواقع ما زال الجيش الصهيوني يحتلّها في الجنوب، وصولاً "لانسحاب صهيوني كامل ونهائي"، وأشارت الخارجية الفرنسية، إلى أن الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش "وافق" على المقترح المذكور. 

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الكيان الصهيوني ولبنان والساري منذ 27 تشرين الثاني الماضي، كان مقرراً أن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بينما كان مقرراً أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال مدة 60 يوماً، تمّ تمديدها لاحقاً حتى 18 شباط. 

إلى ذلك، ما زال ملفّ منع الطائرة الإيرانية وما أعقبه من حراك شعبي ناقم يتفاعل بقوة بعد خروج مناصري حزب الله في اعتصام على طريق المطار ببيروت، تخللته حالات احتكاك مع الجيش اللبناني، وقد أشار حزب الله، في بيان له أمس الأحد إلى أن "الاعتصام الشعبي الذي نظّمه حزب الله أمس استنكاراً للتدخل الصهيوني السافر في الشؤون اللبنانية ‌‏واستباحة السيادة الوطنية، كان تحركاً سلمياً وتعبيراً حضارياً عن موقف شعبي رافض للخضوع غير المبرر ‌‏للإملاءات الخارجية. إلا أنّ المعتصمين فوجئوا بإقدام بعض عناصر الجيش اللبناني على إطلاق القنابل ‌‏المسيلة للدموع باتجاههم، في تصرّف مُستهجن يُشكّل اعتداءً غير مُبرّر على مواطنين سلميين. وهي ‌‏محاولة مشبوهة لزجِّ الجيش في مواجهة مع أهله وشعبه" .

وأضاف الحزب، أنه "من موقع الحرص، ندعو قيادة الجيش إلى فتح تحقيق عاجل عن هذا ‏الاعتداء المدان واتخاذ ‏الإجراءات المناسبة حفاظاً على دور المؤسسة العسكرية في حماية الاستقرار والسلم الأهلي"، ودعا الحزب، الحكومة اللبنانية إلى "تحمل مسؤولياتها كاملة في حماية المعتصمين السلميين ‌‏وحقهم في التعبير عن مواقفهم ومطالبهم، وطالبها بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط ‌‏في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الصهيوني من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة ‌‏الوطنية" .

كما دان حزب الله؛ الحادثة التي تعرضت لها قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في وقت سابق، في ‌‏محيط ‏مطار بيروت الدولي، ويؤكد رفضه القاطع لأي استهداف لها، وكذلك لأي مسٍّ بالممتلكات ‏العامة ‏والخاصة.‏

بدوره، أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي، "أن قرار منع الطائرة الإيرانية كان لبنانياً بالكامل، فنحن نحترم قرار الدولة اللبنانية، إنما عندما يصدر الأمر من الصهاينة بمنع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطارنا فيختلف موقفنا تجاه الامر، فنحن نتمنى على كل الدول أن تقدر موقف لبنان في هذه الفترة، وأن تراعي حل هذه المشكلة بطريقة دبلوماسية سياسية للحفاظ على الصداقات والعلاقات العربية والإسلامية" .

وكان مصدر أمني لبناني قد ذكر وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن "سلطات لبنان منعت الطائرة الإيرانية من الهبوط يوم الخميس الماضي بعد أن نُقل للدولة اللبنانية عبر الأميركيين أن الكيان الصهيوني سوف يستهدف مطار بيروت في حال جاءت الطائرة الإيرانية إلى لبنان"، وأضاف: "بناء على هذا التهديد طلب وزير الأشغال فايز رسانمي بعد التنسيق مع رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون حجب الأذن ومنع قدومها إلى مطار بيروت وإبلاغها بذلك قبل أن تأتي".