بغداد : الصباح
في بغداد، حيث تتشابك المركبات وسط اختناقاتٍ مروريَّةٍ متزايدة، تفرض العشوائيَّة نفسها على المشهد. التوقف غير النظاميِّ، وانتشار مركبات النقل العامّ وتجزئة الخطوط، كلّها عوامل جعلتْ من التنقّل داخل المدينة تحدّياً يومياً يستهلك الوقت والجهد، ويؤثر في سير الحياة العامَّة.
محمّد عدنان، سائق أجرةٍ يعمل على خط بغداد-الكوت، يصف الحالة المروريَّة بالفوضويَّة، مشيراً إلى أنَّ المركبات غير المرخصَّة التي تتخذ من الشوارع مواقف عشوائيَّةً تستحوذ على الركّاب بشكلٍ غير منظم، ما يُفاقم الأزمة ويضرّ بالسائقين الملتزمين بالقانون. في المقابل، يرى سائقو التكتك أنَّ الظروف المعيشيَّة تضطرّهم إلى الوقوف في أماكن غير مخصَّصة، كما يؤكّد غيث أحمد بقوله: "أعمل لتأمين قوت أسرتي، وأحياناً لا أملك خياراً سوى الوقوف في المناطق المزدحمة".
مدير المرور العام، اللواء عدي سمير، شدَّد على ضرورة فرض النظام، موضِّحاً أنَّ المخالفات المروريَّة تشمل فرض غراماتٍ صارمةٍ على المركبات التي تتوقف خارج الأماكن المخصَّصة، نظراً لما تُسبِّبه من عرقلةٍ لحركة السير.
وفي سياق الجهود التنظيميَّة، أعلنتْ وزارة النقل استراتيجيَّةً جديدةً لمحاسبة المركبات المخالفة، إذ أوضح مدير النقل الخاصّ، أحمد كريم الموسوي، أنَّ الوزارة تُكثف حملاتها الرقابيَّة بالتعاون مع المرور والقوّات الأمنيَّة للحدِّ من النقل العشوائيِّ. ورغم امتلاك الوزارة أكثر من (200) مرأبٍ، إلّا أنَّ التجاوزات المستمرَّة أضرَّتْ بالسائقين النظاميين، ما دفعها إلى تنفيذ مشاريع تطويريَّةٍ تشمل مرائب جديدةً في بغداد والمحافظات، ضمن خطةٍ أوسع تهدف إلى إعادة الانضباط لقطاع النقل.