بغداد : نوارة محمد
إذا كان ثمة ما يميز أعمال التشكيلية بثينة عبد الرحيم فأن انتمائها إلى مدرسة الفن التعبيري الحر أبرزها، فهي ترى أن اللوحه تجسد تداعيات تُعبر عن لحظة التجلي التي يعيشها الفنان، وإن الألوان لها إشاراتها كما للشكل دلالته.. بثينة عبد الرحيم الحاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة لعام 1991 -1992 وعضو عامل في نقابة الفنانين تقول للـ "الصباح": اخترت المدرسة التعبيرية محاولة لإبقاء الأشياء التي أراها حية في الذاكرة. حيث تعتقد عبد الرحيم أن اللوحة أداة لتجسيد ما نراه ونشعر به والفن هو أداة تعبير عن اللحظة المعاشة.
وجدت الفنانة بثينة عبد الرحيم نفسها تنتمي إلى الموروث العراقي الشعبي في اختيارها للموضوع، كما تضيف: لقد تعزز لّدي شعور بتبني اسلوب مختلف نوعا ما عن السائد من الأعمال التي تجسد التراث، وبدا تركيزي على المرأة العراقية وما تعيشه هذه الشخصية من تحولات, كما لو أنها خليط من معاناة ومشاعر. وتشير إلى أنها تحاول أن تظهر جماليات المرأة من دون بهرجة أو تصنع.. وأنها تبحث عمّا هو غير مرئي عند المتلقي.
وتستلهم عبد الرحيم التي شاركت في معارض عديدة في داخل العراق وخارجه أعمالها ولوحاتها من الواقع الذي تعيشه، وتؤكد بقولها: أظن أن على الفنان أن يّزج نفسه في الدائرة الواقعية كي ينعكس ذلك على فنه، وأنا ومنذ انطلاقتي الأولى في الرسم مطلع تسعينيات القرن الماضي، عندما كنت أشارك في المعارض وقدمت أعمالا ذات صورة لونية وحيوية، وجدت أن موضوعات الطبيعية الكونية الحياتية تحمل رسائل وقضايا لا تنتهي، فعلى الفنان أولا وأخيراً أن يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية، وأن يعبر من خلال ما يطرحه عن رسائل
معينة.
وتوضح عبد الرحيم أن "الفن رسالة، وعلى الفنان أن يبحث في الحياة اليومية وهو يناقش ويسلط الضوء على القضايا التي تحتاج إلى حلول وتوثيق للتاريخ".
وتعتقد الفنانة التشكيلية بثينة عبد الرحيم أن العراق يعيش حالة انتعاش ثقافياً وما يعزز ذلك، اهتمام الجمهور بهذا النوع من الفعاليات الثقافية، الذي لم يعد مقتصرا على فئة نخبوية محُددة، وتقول إن "العراق عاش حالة من التقلبات السياسية والمشهد الثقافي تأثر كثيرا بالأزمات والحروب، وأن أغلب هذه الأحداث المثيرة والمؤلمة أثرت سلبا على الحياة بمفاصلها لكننا اليوم نشهد تغييرا واضحا، الجمهور بدا متفاعلا مع هذا النوع من الأنشطة الثقافية والفنية، هذا الاهتمام والحضور الجيد التي تشهدها المعارض التشكيلية مؤشرُ على انتعاش المشهد الثقافي في البلاد".