مباحثات فنيَّة عراقيَّة - تركيَّة بملفِّ المياه

العراق 2025/02/24
...

 بغداد: شذى الجنابي

 النجف الأشرف: حسين الكعبي 

من المقرر أن يصل اليوم الاثنين إلى بغداد وفد فني تركي لإجراء مباحثات تتعلق بالتعاون بين البلدين في ملف المياه وتنفيذ المشاريع المتفق عليها سابقاً لتجاوز أزمة الشحِّ المائي.

وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، أوضح لـ"الصباح": أن هناك لقاءً أوليَّاً تم عقده خلال الأسبوع الماضي مع وكيل وزير الخارجية التركي ومسؤولة ملفِّ المياه عائشة بيريس اكينجي، للتباحث بشأن إجراءات 

تأمين المياه في السدود بمناسيب عالية لغرض استغلالها في توليد الطاقة الكهربائية لأطول مدة ممكنة في تركيا وانعكاس ذلك على الإطلاقات المائية الواردة إلى البلاد.   

وأضاف أنه تم الاتفاق على زيارة وفد فني تركي إلى بغداد اليوم لمناقشة التعاون بين البلدين في مجال المياه، إذ توجد جملة من المشاريع التي تطمح الوزارة إلى تنفيذها مع الجانب التركي لتجاوز أزمة الشحِّ التي تمرُّ بها البلاد، وكذلك التباحث بشأن الأمور الفنية المتعلقة بالواردات المائية، وإمكانية تنفيذ ثلاثة مشاريع للبنى التحتية في المشاريع الإروائية، وأخرى مماثلة لسدود حصاد المياه في العراق التي من المؤمل إدخالها إلى الخدمة لضمان التوزيع العادل لحصص المياه بين المحافظات، مبيناً أن هذه الملفات تعدُّ المحور الأساس للاتفاقية الإطارية مع تركيا لتحسين واقع ملف الإدارة المائية. 

وأشار إلى دعوة الوفد للاطلاع على التصاميم الأولية للمشاريع الإروائية المعدَّة من قبل الوزارة ورغبة الجانب التركي في تعديلها وإعادة النظر بشأنها، لغرض تنفيذها بخطوات عملية والاتفاق بشأنها. 

وكان عبد الله قد أعلن سابقاً أن الجانب التركي أبدى الاستعداد لتنفيذ المشاريع الإروائية، حيث تم عرض ستة مشاريع ثلاثة منها لإنشاء شبكات ري وبزل واستصلاح كامل للأرض بالطرق الحديثة مثل مشروع ريِّ العمارة، وثلاثة أخرى عبارة عن سدود لحصاد المياه.

وفي ما يتعلق بالأمطار والثلوج خلال الموسم الحالي، رجَّح عبد الله هطول أمطار جديدة خلال أذار ونيسان المقبلين، إذ يتم العمل على تعزيز الخزين في السدود والخزانات، والاعتماد أيضاً على الثلوج، موضحاً أن العراق يمرُّ حالياً بموجة شديدة البرودة وتساقط ثلجي ومطري في حوضي دجلة والفرات داخل تركيا، إضافة إلى محافظة السليمانية بأعماق جيدة، وكذلك المناطق الشمالية الأخرى لكن بكميات أقل، لافتاً إلى أن الثلوج تعدُّ أفضل من الأمطار لغرض استغلالها مستقبلاً عند ذوبانها في فصل الربيع.  

وتابع أن هطول الأمطار المتوقع خلال الشهرين المقبلين سيُسهم بريَّة الفطام لمحصول الحنطة، حيث تنتهي فترة إرواء المحصول في المنطقة الجنوبية نهاية أذار المقبل، ويبدأ الحصاد بداية نيسان، وفي الوسطى يبدأ موسم الحصاد في 15 نيسان، أما المناطق الشمالية فقد تمت زراعة مساحات قليلة بسبب قلَّة هطول الأمطار، إذ يبدأ حصاد المحصول نهاية حزيران.

وفي الإطار نفسه، لفت عبد الله خلال مؤتمر صحفي عقده أثناء زيارته لمحافظة النجف وحضرته "الصباح": إلى أن الحكومة أولت المفاوضات مع الجانب التركي اهتماماً عالياً في ظلِّ التحديات الكبيرة التي نواجهها لتوفير المياه بسبب نقصها مع زيادة الحاجة في جميع الدول التي تعيش على حوض نهري دجلة والفرات. 

وذكر أن هناك نقصاً في الواردات المائية السطحية مع زيادة الطلب نتيجة الانفجار السكاني، لذلك نحن بحاجة إلى خلق توازن من خلال إدارة عالية لا تتحقق إلا بالجهود المشتركة لجميع الجهات المعنية بهذا الملف.