بغداد: نوارة محمد
منذ أن هيمن الإعلام الرقمي على شكل الحياة بدا دوره في تجسيد الثقافة الشعبية السائدة والفولكلور للبلاد فائقاً ومع سرعة انتشاره في الإعلام الخارجي والصراع المحموم بين الثقافات المختلفة، برز دوره كقوى ناعمة تشكل قدرة هائلة في التأثير على الآخرين، هذه الأداة يعتبرها الباحث في الأدب الشعبي الدكتور علي حداد، ترسيخاً لقيم وسلوك وممارسات تستحيل هوية الإنسان وهو يماحك وجوده في الظرف المكاني والبيئي، متمثلة باللاوعي الجمعي) مخبراً عن هوية تمثله وتعلن عنه في متبنيات سلوكية وبنى فوقية ثقافية وجمالية متعددة الأوجه.
مضيفاً :"وعلى هذا يمسي ادعاء أن الفرد- مهما كانت نخبوية ثقافته ـ قادر على انتزاع وجوده من مؤثرات الفاعلية الناعمة التي تسلل عبرها فاعلية الموروث الشعبي وقيمه. هكذا يمسي للثقافة الشعبية ـ عبر تأصلها في المكان وترددها في الذاكرة والتمثل التعبيري ما يبقيها في مرتهن التأثير الذي لا ينقطع مدده.
أما ادعاء تجاوزها والتمرد عليها ـ مع معايشة بيئتها في الوقت نفسه ـ فلعل ذلك ما ستنبني عليه حالة من (الاغتراب) التي ستمض وجود صاحبها أكثر من سواه".
في سياق متصل أشار الروائي والكاتب برهان الشاوي إلى أن كل نتاج ثقافي في أي مجتمع هو شعبي، ويعكس هوية المجتمع، سواء كان عامياً ومنتشراً، أو نخبوياً ووسائل الإعلام الرقمي والاتصال الاجتماعي تمارس دوراً هائلاً في انتشارها على مستوى واسع.