كربلاء : سعاد البياتي
وسط أجواءٍ روحانيَّةٍ مفعمةٍ بالفخر والانتماء، شهدت العتبة العباسيَّة المقدِّسة احتفالاً استثنائياً بتخرّج أكثر من (4000) طالبة في مختلف الجامعات العراقيَّة والإسلاميَّة، ضمن فعاليات الدفعة الثامنة لحفل "بنات الكفيل".
الطالبات، وهنّ يرتدِينَ زيّاً موحداً، ردَّدْنَ أمام المرقد الطاهر، قَسَمَ التخرّج في مشهدٍ يعكس القيم التربويَّة والانتماء الوطنيَّ. كما أبدَعْنَ في رسم "نخلةٍ عراقيَّة" بقبّعات التخرّج، في رسالةٍ رمزيَّةٍ تُعبّر عن التمسّك بالجذور والهويَّة.
في كلمةٍ مسجَّلةٍ، أكّد المتولي الشرعي للعتبة العباسيَّة، السيد أحمد الصافي، أنَّ المرأة المتعلّمة هي أمل المستقبل، داعياً الطالبات للحفاظ على المكتسبات العلميَّة والأخلاقيَّة، والمساهمة في بناء مجتمعٍ يُقدِّس القيم والأسرة.
من جانبه، كشف الأمين العامّ للعتبة العباسيَّة، مصطفى مرتضى آل ضياء، عن أنَّ الاحتفال أقيم تحت شعار "من نور فاطمة نضيء العالم"، مشيراً إلى مشاركة طالباتٍ من سبع دولٍ إسلاميَّة، ما يعكس التأثير الواسع لهذا الحدث المميّز.
وعبَّرت الخريجات عن سعادتهنَّ الغامرة، إذ وصفتْ مريم عبد الحسن من جامعة بغداد التجربة بأنها "لحظةٌ تاريخيَّةٌ ستبقى خالدةً"، بينما عدَّتْها سؤدد المراياتي من جامعة بابل "يوماً استثنائياً حمل طابع العزّة والفرح".
وتكريماً للتضحيات، شمل الحفل تكريم أسر الشهداء ورائدات التعليم، بينما رفعت الطالبات لافتاتٍ تُعبّر عن العفّة والولاء للوطن. بفضل التنظيم الدقيق والرؤية الراقية، أصبح حفل "بنات الكفيل" نموذجاً فريداً لحفلات التخرّج، يجمع بين العلم والروحانيَّة والفخر الوطنيِّ.