بغداد : نوارة محمد
منذ أن تشكلت الفرق التطوعية التي تهدف إلى الترويج للسياحة المحلية والمواقع الأثرية، ارتفعت نسبة السياح وشهدت بعض المناطق الأثرية تصاعدًا ملحوظًا في عدد الزوار، وهو الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه فريق إيتانا الثقافي، بحسب المتحدث باسم الفريق أحمد عبد الرضا، الذي أفاد للـ(الصباح): "الإعلان عن المعالم التراثية التي لم تحظَ باهتمام جماهيري واسع، غاية أساسية للفريق الذي تأسس عام 2023 بجهود ذاتية ودعم شخصي". وأضاف: "انطلقنا لأول مرة في رحلة إلى مدينة بابل الأثرية التي تعد واحدة من أهم المواقع الأثرية عربيًا، ومن هناك بدأنا رحلة البحث عن الأماكن التراثية التي لم تحظَ باهتمام مؤسساتي وجماهيري من قبل، وبهذا نحن نحاول أن نكشف الجانب الإيجابي لهذه المناطق ونعكس الصورة الحقيقية للسياحة في العراق والكثير من المدن التراثية العريقة."
وبين أن الفريق يطمح لنشر رسالة التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق ويحاول أعضاؤه تحقيق تداخل الثقافات بين مكونات ونسيج المجتمع العراقي. ومنذ أن بدأت رحلتنا، حاولنا أن نكسر نمطية الأفكار السائدة، ونسعى لتأليف الهويات في المجتمع الواحد خصوصًا في بلد متعدد الطوائف. زُرنا الجامع والحسينيةو الكنيسة والصوامع والمعابد، ومثال على ذلك معبد لالش للديانة الإيزيدية، وكنائس الموصل للأخوة المسيحيين، وكنيسة يهودية في العمادية، وصوامع الصابئة المندائيين."
عبد الرضا الذي أكد لـ(الصباح) أيضًا: "نحن عدا هذا وذاك نحاول بث الوعي وتقديم الشرح المفصل لكل الأماكن التي تتم زيارتها بهدف تثقيف السائح أو الأعضاء حول الموقع، بالإضافة لتوزيع الهدايا التذكارية لأشكال ومجسمات الحضارة العراقية."
والجدير بالذكر أن مركز إيتانا الثقافي، الذي يحمل اسم الملك البابلي إيتانا، اختير مؤخرًا كأفضل فريق يتمثل بمجموعة (مركز مستقبل العراق السياحي) الذي تأسس قبل عدة أسابيع، يُعد واحدًا من أبرز المؤسسات الثقافية التي تروج لسياحة المنطقة. يُقدّم تدريبات لمن ينظم للفريق، إذ تحدث علي حسين، وهو أحد أعضاء الفريق: "هدفنا أن نؤهل أعضاء الفريق للإجابة عن أي سؤال يخص الآثار والتاريخ وتجنب حدوث إشكالات في طرح أو تقديم الأماكن للسياح، وبهذا بدأ كادرنا سياحيا مؤهلا تمامًا. نعم، نحن نعمل على تشجيع السياحة المحلية على جميع الأصعدة، بدءًا من الزيارات وصولًا بالمعلومات والتاريخ، وليس انتهاءً بالصناعات الحرفية اليدوية لصناعة التذكاريات الحضارية من الجبس (البورك) أو الخشب، لاسيما بعد اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لهذا العام 2025."