حلفاء أوكرانيا يعقدون قمة في لندن

قضايا عربية ودولية 2025/03/03
...

 لندن : وكالات


عقد نحو 15 من قادة الدول الحليفة لأوكرانيا قمة حاسمة في لندن مساء أمس الأحد، بحثوا فيها مسألة الضمانات الأمنية الجديدة في أوروبا إزاء المخاوف من تخلّي واشنطن عنها، والتي ارتفع منسوبها بعد المشادَّة الكلامية الجمعة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير  زيلينسكي.

وشارك في هذه القمة كلٌّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فضلاً عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي أورسولا فون دير لايين وأنطونيو كوستا. 

ويأتي ذلك قبل قمة أوروبية استثنائية حول أوكرانيا مقررة في 6 آذار في 

بروكسل.

وأوضحت رئاسة الحكومة البريطانية: أن المناقشات في لندن ركزت على "تعزيز موقف أوكرانيا، بما يشمل دعماً عسكرياً متواصلاً وزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا".

وناقش المشاركون أيضاً "ضرورة أن تؤدي أوروبا دورها في مجال الدفاع والخطوات التالية للتخطيط لضمانات أمنية قوية في القارة"، في مواجهة خطر انسحاب المظلة العسكرية والنووية الأميركية. واستُقبِل الرئيس الأوكراني الذي هتف له عشرات الأشخاص الذين تجمعوا أمام 10 داونينغ ستريت، بحرارة أمس الأول السبت من جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي أكد له "تصميم المملكة المتحدة المطلق" على دعم بلاده في مواجهة الغزو الروسي. ووقعت لندن وكييف عقب ذلك اتفاقية قرض بقيمة 2,26 مليار جنيه إسترليني (نحو 2,74 مليار يورو) لدعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا، وهو مبلغ سيتم سداده من أرباح الأصول الروسية المجمدة.

وكتب زيلينسكي على "تليغرام": "ستستخدم هذه الأموال لإنتاج أسلحة في أوكرانيا"، معرباً عن "امتنانه لشعب المملكة المتحدة وحكومتها".

والتقى زيلينسكي الملك تشارلز الثالث أمس الأحد، قبل مشاركته في القمة الأمنية التي انطلقت في الخامسة مساءً بتوقيت لندن.

وتنظر أوكرانيا وأوروبا بقلق إلى التقارب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وبهدف وضع حدٍّ للحرب التي يرفض الرئيس الأميركي اعتبار موسكو مسؤولة عنها، أطلقت موسكو وواشنطن مباحثات من دون دعوة أوكرانيا أو الأوروبيين إليها.

ولا يبدو أن هذه المخاوف ستتراجع قريباً، خصوصاً بعد المشادَّة الكلامية العلنية في المكتب البيضاوي بين زيلينسكي وترامب ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس يوم الجمعة الماضي.

فخلال دقائق طويلة أخذ ترامب على زيلينسكي: أنه "وضع نفسه في وضع سيئ جداً" وأنه "لا يملك أوراقاً في يده" وأمره بتحقيق السلام مع روسيا مهدداً "أبرم اتفاقاً وإلا سنتخلى عنك".

وعلقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على ذلك قائلة: "بدأت حقبة جديدة من العار يجب أن ندافع فيها أكثر من أي وقت مضى عن النظام الدولي القائم على القواعد وقوة القانون، في مواجهة قانون الأقوى".

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته استعداده "لفتح النقاش" حول ردع أوروبي نووي في المستقبل بعد طلب بهذا الخصوص من المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الذي رأى من الضروري أن تستعد أوروبا "لأسوأ سيناريو" المتمثل بتخلي واشنطن عن حلف شمال 

الأطلسي.

وأدت المشادَّة بين زيلينسكي وترامب إلى انقسام داخل صفوف الحزب الجمهوري، مما قلل فرص موافقة الكونغرس على إرسال مساعدات إضافية لكييف في حربها مع روسيا.