سعد صاحب
في السابع من شهر رمضان المبارك، توفى ابو طالب (ع)، وبهذه الفاجعة الكبيرة فقد الرسول (ص) المدافع العظيم عن الاسلام، والذي بفضله سارت الدعوة الاسلامية بطريقة متصاعدة، وهذا الحادث المؤلم ترك ندوبا داخل الارواح المحبة اليه، لكون الراحل شخصية انسانية مؤثرة، دافعت بقوة عن الفقراء والمساكين واليتامى.
وبعد أن بث الخبر بين الجموع المحتشدة، تعالت الاصوات باكية من كل جانب، مشاركة رسول الله (ص) في مراسم الدفن والعزاء.( رجت الجدران صيحات النحيب/ واجتمع بالبيت شامت وي حبيب/ والبعيد الفات ينشد والقريب/ مات منهو من العشيره/ والجواب اليطلع من الروح حيره/ بالخبر عاذل يودي الديره ديره/ بالخبر واشي يجيب/ واحنه نغضب لو يجاسرنه الوكيح/ واحنه نحزن لو نجم ضاوي يطيح/ واحنه نبچي لو گمر عنه يغيب/ والحزن عم المداين/ والسواد التف على بيوت الطوايف والمساكن/ وجت النيران وسط الروح لكن/ جوه محد شاف بعيونه
اللهيب ).
دعمٌ متواصل
كان ابو طالب سيدا لقومه والعشيرة، وزعيما لقريش المهابة، لكنه فضل الناس البسطاء على المناصب الدنيوية الزائلة، وبدعمه المتواصل افشل الخطط المرسومة من قبل الاعداء، للقضاء على الرسالة المحمدية الآخذة بالانتشار، والممتدة الى الاصقاع البعيدة من بلاد العرب، وبجهوده الجبارة سقط الحصار الاقتصادي عن المسلمين، وعادت الامور تسير بالتعامل القديم مع اصحاب النبي (ص) وهذا لا يتم من دون السند القوي، المجابه بحسم للدعاية وشائعات الخصوم.( انته للروح انتعاش/ انته لميت الضوه المن عدنه طاش/ انته بيك الدين شامخ دوم عاش/ انته زخات النده المليانه طيب/ انته للريه هوه تمدها حياة/ وانه صدمتني الوفاة/ يوم گالوا نورك الوهاج مات/ يوم گالوا ما الك بالحب نصيب/ مات من چان المدافع/ عن هذاك الدين عن رب الشرايع/ عن فقير وعن يتيم وعن بشر تعبان ضايع/ وين ما ذبه القدر حظه يخيب/ للضعيف انته وقايه/ للعفيف انته حمايه/ وانته فوگ من الشمس مرفوع رايه/ وانته حامي الناس من جور
الرقيب ).
مشاعر جياشة
ابو طالب يتمتع بمواهب عديدة، وصاحب وعي عميق بالأحداث الجارية في زمانه، وكان شعلة من العواطف المتأججة صوب الرسول الكريم (ص) وكانت المشاعر الجياشة خالية من الطمع والمصالح والمنافع، وكان يحبه لأنه ابن اخيه المضطهد من القوم الظالمين، ولأنه مؤمنا برسالته السماوية الصادقة، ومعجبا بأفكاره السديدة وخصاله الراقية واخلاقه الفاضلة، وعاشقا لروحه الرقيقة، الساعية لعالم الحق والعدالة والحب والمساواة والحقيقة والكمال.( ظالم الموت شكثر يا ناس ظالم/ يشتهي الحساس والصان العهد والچان ناعم/ كل نذل عافه ذخر بالدار كل ميت ضمير/ بس سريع وچان مستعجل على الطير الحلو والعندليب/ وانته يا نور الهدايه/ وجهك الضاوي يشع مثل المرايه/ حتى شيبك يختلف عن المشيب/ ماخذ الدنيه بعد نورك غواش/ ارتعاش بكل كتر من الجسد صار ارتعاش/ شوف چف الموت يترك عود يابس/ وين ما عنگود ضاوي بداخل البستان حاش/ ياخذ التفاح والخوخ ويلم كل تين مايع/ ياخذ المشمش هذاك ويلگط بأيده الزبيب ).
مرارة الفقدان
تعرض ابو طالب بسبب دفاعه المستميت عن الرسول (ص) للعديد من المشكلات والتهديد والمحن، ورغم صعوبة الظروف الجائرة، ظل ثابتا على موقفه الكبير، ولم يتزحزح أو يتراجع، ولم يخذل النبي (ص) يوما ولو بكلمة واحدة، بل كتب رسالة الى الوشاة، يعبر بها عن الوقوف بجانب المستضعفين ومحاربة الاقوياء، وبموته احس الرسول بمرارة الفقدان، وبالفراغ الهائل الذي عاشه بدونه، ولا خيار لأصحاب الدعوة الانسانية سوى الدخول، بتجربة جديدة من المقاومة والنضال والصمود.( چان موتك فاجعه بگلب الرسول/ چان موتك فاجعه الاهل العقول/ چان موتك كارثه الكلمن لبيب/ هاي حزنانه اليتامى/ والوكت خيم على الوادم ظلامه/ والحزن فوگ الوجه اصبح علامه/ والربيع الاخضر الزاهي جديب/ والرسول الصاح صيحه بصوت عالي/ مات سد يقاوم الطوفان عالي/ مات مو كافي اذا گلنه عليه انسان غالي/ مات ذاك الچان لجروحي طبيب/ جارت هواي الليالي/ ظل رسول الله بعد من دون والي/ ظل رسول الله
غريب ).