اعداد: مرتضى صلاح البناء
مع ابتداء الجسم الكف عن الطعام والشراب ودخوله عملية الصيام ترتفع المعاناة من نقصان مكونات الكلوكوز في الدم، مؤدية إلى حالات الصداع والارهاق الشديد فضلا عن تغير حرارة الجسم وتراجع كمية المياه وغيره من السوائل الموزعة بين أعضاء الجسم.
ويرى علماء التغذية أن خلايا المخ ترسل رسائل الحاجة الدائمة لكميات كبيرة من الاوكسجين وسكر الكلوكوز. ونتيجة لتراجع كمية السكر عن مستواها بالنسبة للمخ التي لم يعتادها الجسم خلال فترة النشاطات في الاايام العادية تصبح النتيجة ارتفاع نوبة الصداع مع استمرار حالة فترات الصيام. وكثيرا ما يزداد الصداع مع مضي ساعات النهار في ضوء النقص لكمية الكلوكوز. وينقلب الوضع بعد دخول مرحلة الافطار مساء.
والحقيقة أن الإنسان يلعب دورا كبيرا في حدوث هذه التغيرات مع بدء فترة الإفطار الممتدة لساعات قليلة، إذ أن العديد من الأطعمة التي نتناولها على مائدة الافطار تكون سببا في تنشيط حركة الدم، حيث يبدأ جهاز الدوران بضخ كميات كبيرة من الدم عبر الشرايين والأوردة لمواكبة نشاط الجهاز الهضمي مؤديا إلى قلة نقل كمية الدم المخصصة للانتقال إلى خلايا المخ ،ما ينتج عنه ارتفاع حالة الصداع من جديد.
ومن الطبيعي وجود أسباب إضافية لحالة الصداع خلال فترة شهرة رمضان، والتي منها: عدم استقرار الساعة البايولوجية وخصوصا أوقات النوم، وكذلك أوقات تناول الطعام، مع تغير كمية المنبهات مثل الشاي والقهوة وغيرها، والتي عادة ما يتناولها المفطر بعد ساعات الصيام الطويلة وعلى نحو مختلف عن فترة ما قبل شهر رمضان. ومن جهة أخرى نستطيع السيطرة على بعض التغيرات من خلال سد نقص المواد الغذائية أثناء فترة الصيام بأنواع أطعمة تناسب الجو العام وضغطه على الجسم، ومن هنا يأتي الاهتمام بطعام السحور الخفيف، كما يوصي علماء التغذية بتجنب السهر الطويل لدرجة امتداد ساعات الإفطار إلى موعد السحور، فضلا عن الحفاظ على تروية مستمرة للجسم عبر مختلف السوائل المغذية، مع تقليل كمية السوائل المنبهة بالإضافة إلى المشروبات الغازية وينصح الأطباء بالإكثار من المواد الغذائية الصحيّة كالخضراوات والفواكه.