جاء في الحديث، إن الله تعالى أوحى إلى نبيه موسى (عليه السلام)، هل عملت لي عملا خالصا؟، قال النبي نعم يا رب، صليت لك وصمت لك وسبحت وهللت لك. قال الله تعالى، الصلاة لك جواز على الصراط والصيام لك جنة من النار والتسبيح والتهليل لك رفعة في الدرجات، فبكى موسى (ع) بكاء شديدا، وقال يا رب دلني على عمل خالص لك، قال الله تعالى، هلا أطعمت لي جائعا وأرويت لي عطشانا وكسوت لي عريانا وأكرمت لي عالما.
أخي الصائم أختي الصائمة لا سيما الموظفين منكم، ومن يتعامل مع الناس في السوق أو الدوائر الحكومية أو غيرها، يشير الحديث أعلاه إلى أن خدمة الناس هي ذروة ما يصل اليه الإنسان من كمال، كما يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وآله "خير الناس من انتفع به الناس"، لذا لا تدع تعب الصيام ينعكس على تعاملك مع المراجعين بشكل سلبي، فإنهم اخوتك أيضا ومعظمهم صائمون مثلك .
ما دعانا الى هذا التذكير هو رؤيتنا للتعامل السيئ من قبل بعض الموظفين مع المواطنين بحجة أنهم صائمون، وكأنهم يمنون على الناس صيامهم، متناسين أن معيار فوزهم بالثواب هو ما يقدمونه من خدمة للناس، لكون العمل (الخدمة) من موقع المسؤولية من جنس الصيام، لكون الاثنين يندرجان تحت العبادة، فإن كان العمل سيئا فمن المؤكد أنه لن يحظى بالقبول من قبل رب العمل ولن يثيب عليه.
