لاكمبا قبلة رمضانية لمليون زائر

منصة 2025/03/11
...

 استراليا: سمير قاسم 


يتحول شارع لاكمبا في سيدني إلى وجهة رمضانية خلال ايام الشهر الكريم نابض بالحياة، حيث يتوافد إليه أكثر من مليون زائر من مختلف الجاليات للاحتفال والاستمتاع بالأجواء الفريدة التي يتميز بها. يقع شارع لاكمبا في الضواحي الغربية لمدينة سيدني، ويُعرف بكونه القلب النابض للجالية المسلمة في أستراليا. يتحول الشارع إلى مهرجان ليلي مفتوح، حيث تصطف الأكشاك والمطاعم على جانبي الطريق لتقديم مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية التي تعكس التنوع الثقافي للمجتمع.

وما يميز شارع لاكمبا هو التنوع العرقي والديني، حيث يجذب الزوار من مختلف الخلفيات، وليس فقط المسلمين. الأستراليون من جميع الأصول يأتون لتجربة الأطعمة التقليدية، مثل الكباب، والفلافل، والبقلاوة، والقطايف، والمشاوي اللبنانية، والمأكولات الباكستانية والهندية، إلى جانب المشروبات الرمضانية الشهيرة مثل التمر الهندي. ولا تقتصر أجواء رمضان في لاكمبا على الطعام فحسب، بل تمتد إلى الشعائر الدينية والأجواء الروحانية، حيث تفتح المساجد أبوابها للمصلين من كل أنحاء المدينة.  في مسجد لاكمبا الكبير، الذي يعد واحدًا من أبرز المعالم الإسلامية في سيدني، ويستقبل مئات المصلين 

يوميًا.

ومع تزايد الإقبال على شارع لاكمبا في رمضان، ازدهرت الأنشطة التجارية بشكل كبير، ما جعل هذا الموسم فرصة ذهبية لأصحاب المحال والمطاعم لزيادة مبيعاتهم. 

ويقدر بعض التجار أن إيراداتهم خلال شهر رمضان تفوق الأشهر العادية بعدة مرات، حيث يزداد الطلب على المنتجات الغذائية 

والهدايا .

اما في السنوات الأخيرة، تحول شارع لاكمبا إلى أشهر فعالية رمضانية في أستراليا، حيث باتت بلدية كانتربري-بانكستاون تنظم المهرجان رسميًا، وتعمل على توفير بيئة آمنة وممتعة للزوار. 

يتم إغلاق أجزاء من الشارع أمام السيارات للسماح للناس بالتنقل بحرية بين الأكشاك والمطاعم، كما تُزين الشوارع بأضواء رمضانية خلابة تزيد من سحر 

الأجواء.

لاكمبا في رمضان ليس مجرد شارع، بل تجربة ثقافية واجتماعية تعكس التعددية التي تتميز بها أستراليا. إنه مكان يلتقي فيه الناس من مختلف الخلفيات ليعيشوا روح رمضان بكل تفاصيلها، من الإفطار إلى السحور، في أجواء من المحبة والتسامح 

والتنوع.