هلسنكي: الصباح
لطالما مرت العلاقات الفنلندية الروسية بتقلبات عبر تاريخها وتنقلت بين الدفء والبرودة والكراهية، ولعل ما تمر به العلاقة بين هذين البلدين في السنوات الثلاث الاخيرة، تعد من بين الفترات الاصعب بسبب ما تشهده من توتر، لا سيما بعد انضمام فنلندا إلى حلف الناتو، وتوقيع اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة مهدا إلى أن تسمح هلسنكي باقامة قواعد عسكرية للناتو على أراضيها، وهو ما يثير غضب الروس الذين تربطهم حدود مع فنلندا تفوق
1300 كم.
كانت فنلندا طيلة ثمانين عاما مضت تتبنى سياسة الحياد ومارست سياسة الابواب المفتوحة مع الناتو والروس، ما جعلها منطقة التقاء بين الخصمين اللدودين لتصفير مشكلاتهم، ومع تخليها عن هذه السياسة والتحاقها بالناتو انقطعت معظم حبال الود مع الروس وهذا انعكس على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وطال ايضا العلاقات الثقافية، وكان من ضحاياها اغلاق متحف لينين في مدينة تامبري الفنلندية وتغيير اسمه ومحتواه.
ويعود تاسيس المتحف إلى العام 1946، واقيم في بناية شهدت عام 1905 لقاءً جمع فلاديمير لينين زعيم الثورة البلشفية في روسيا ايام نفيه وجوزيف استالين، وحينها كانت فنلندا دوقية تابعة لروسيا القيصرية، ونالت استقلالها عام 1917 بعد وصول لينين إلى السلطة في
روسيا.
في منتصف شباط الماضي اعيد افتتاح متحف “نوتي” حاليا “لينين” سابقا، حيث سعت ادارته من خلال هذا التحول أن تعرف الفنلنديين بتاريخ العلاقات الروسية الفنلندية بكل تحولاتها، ولعل اهم ما يتناوله المتحف في معروضاته، وتعد من المسائل الاحدث التي يتناولها المتحف مصير الفنلنديين السوفييت خلال عهد ستالين، وحرب الشتاء بعد غزو الاتحاد السوفياتي الأراضي الفنلندية.
واضح أن التغيير الذي شهده المتحف يأتي ضمن سياق التحولات السياسية التي تعصف بعلاقة البلدين خصوصا تتزامن مع قرارات عدة اتخذتها السلطات الفنلندية، من ضمنها اغلاق الحدود مع روسيا بعد ان اصبحت بوابة لتدفق المهاجرين من روسيا إلى فنلندا ومنها إلى دول الاتحاد الاوربي، وكذلك الحد من تملك الروس للعقارات في فنلندا وغيرها من
القرارات.