قُرى كارتونيّةٌ لبناءِ الذاكرة التربويَّة للطفل

منصة 2025/03/11
...

 أمستردام: آمنة عبد النبي

ليس سهلاً خلق بيئة تربويّة جذابة يجد فيها الطفل خيالهُ مشدوداً إلى قاعة الدرس الملونة والمليئة بوسائل المساعدة، التي تجعل تفكيره غير مقيد بالخوفِ والخجل، فلا وجود هنا لطفلٍ يبكي لأنه رسب بمادة ما أو عاقبه معلم ما لأنه لم يحضر واجباته المدرسية، أو لم يحفظ عن ظهر قلب نصاً ما، لان الفكرة التربوية الهولنديّة 

تنطلق من نقطةِ التغلب على صعوبات الدروس السرديّة وكره الطلاب للمواد العلمية عبر خلق رغبة نفسية تجعل الطفل يدخل المدرسة حُباً لا فرضاً، يُبدع فيها ويُركز على النشاطات الجماعية والتعبير الحر دون القياس برهاب مسطرةِ الامتحان والدرجات النهائية.


حكاياتٌ تاريخيَّة

الكاتب راجي سلطان، يقول بتأمل:” يبقى أدب الطفل من أكثر الفنون الدقيقة التي يتم التعامل فيها بوعي كبير مع فئة عمرية غاية في الأهمية، ولا يقتصر الامر على انعاش القراءة القصصية في أذهان الاطفال الهولنديين وتنمية مهاراتهم بالحكايات التاريخية، وانما وصل الحد إلى تخصيص قرية افلام كارتونية تشبه الحلم وتحاكي قصص الاطفال وتجعلهم يعيشون في عالم الأساطير، المنظر مريح للذاكرة والأعصاب ببساطته وهدوئه، وكذلك انشاء متحف وهي تجربة منفردة ان يكون لهم متحفٌ خاص باسم ومفي أنثى أرنب ظهرت في قصص مصورة للأطفال للمرة الأولى 

عام 1955.


نِتاجٌ ثقافي

ذكاء الأدب العالمي وقدرته على بناء الذاكرة التربوية من خلال الحكايات، هو ما تعتقده الروائية حوراء النداوي، حيث اشارت إلى أن الجيل الذي ولد في الثمانينيات يتذكر بلا شك سلسة أفلام الكارتون “حكايات عالمية” وكيف كان ينوَّه مع بداية كل حلقة عن البلد الذي قدمت منه الحكاية؛ ولعل هناك من انتبه إلى أن الكثير من الحكايات التي كانت تسرد في هذه السلسة الكارتونية شملت تقريباً جميع دول أوربا، وتركزت في اسكندنافيا الدنمارك والسويد والنرويج، أي انها حكايات اسكندنافية لأن أدب الأطفال والمراهقين والشباب عند الاسكندنافيين هو واحد من أهم نتاجاتهم الثقافية.


مهنجيّةٌ ترفيهيَّة

التشكيلي فاروق سلوك أوضح وجدت من خلال تجربتي التربوية خلال سنوات المهجر وبعد أن عملت في حقل التعليم، استطيع القول أن أسس التجربة التربوية الاوربية برمتها تسمى “ التعليم من خلال اللعب “ والتي اقتبست الكثير من التجارب العالمية منها اسسا منهجية جديدة لتجديد التعليم ووسائله وادواته وطريقة التعامل مع عقل الطفل وامكاناته والحث باتجاه اطلاق خياله وامكاناته في التعبير الحر عمّا درسه دون قياسه بمسطرة الامتحان والدرجات، علماً اننّا وطوال فترة التدريب والعمل في التربية هنا لم اصادف طفلا يبكي لأنه رسب بمادة ما أو عاقبه معلم ما لأنه لم يحضر واجباته المدرسية أو لم يحفظ عن ظهر قلب

نصا ما .