رمضان شهر الإنسانيّة

منصة 2025/03/17
...

 زهير كاظم عبود 


تقع على عاتق كل مواطن متمكن مهمة مساعدة الفقراء والمحتاجين، ويشكل شهر رمضان الكريم دافعا معنويا لإنجاز مثل هذه المهمة الإنسانية، وهي فرصة لن تتكرر للإنسان متوفرة اليوم ومن غير المعروف هل تتوفر غدا، لا سيما ان عمل الخير ومد يد العون للمحتاجين تحققان للإنسان راحة نفسية وثوابا سيحصل عليه في الآخرة.


عمل الخير والمساعدة لا يتم تحديده بالمال، انما يمكن ان يكون طعاما أو ملابس، ويمكن أن يكون كذلك تسديد ديون او إطفاء لالتزام 

مادي.

يحثنا شهر رمضان ونحن نعيش أيامه على التصدق وإعطاء الزكاة لإراحة انفسنا وتشجيع اخوتنا على ممارسة مثل هذه الأفعال، خاصة أن هناك العديد من العراقيين من المحتاجين أو ممن تقع على كاهلهم ديون او التزامات لا يعينه عمله ومعيشته على تسديدها، فتشغل باله وتقلق أيامه، فتكون أنت أخي المحسن من يخفف عنه هذا العبء أو يرسم الفرحة على وجهه ووجوه 

أطفاله.

مهما بدت المساعدة قليلة إلا أن تأثيرها المعنوي كبير على الفقراء والمحتاجين، فحين يسهم الانسان بمثل هذه المهمات الإنسانية سيلمس الراحة النفسية وصفاء الروح والضمير، وبنفس الوقت سيفرج عن المحتاج والمسكين، وبعمله هذا يكون قد بث الروح الإيجابية والقدرة على التعاون الأخوي في مجتمع عرف بالكرم والشهامة 

والنخوة، اذ ليس هناك عمل أكثر صلاحا من مساعدة طالب على اكمال دراسته أو توفير ملابس للأسر المتعففة، لا سيما أن 

العيد على الأبواب، أو مساندة معيل عاجز عن العمل لمرض او لعوق فتنقذ ليس فقط وضعه الاجتماعي انما تساند كرامته 

وانسانيته .

تأتي الصدقة أو الزكاة وكل عمل خيري في هذا الشهر داعما ومساندا للأسر المحتاجة، بما في ذلك إفطار الصائمين ومساعدة الأسر المتعففة، التي تأبى أن تستجدي في الشوارع والطرقات، كما أن مثل 

هذه الأفعال تعمل على تمتين التماسك الاجتماعي وتعد شكلا من اشكال النخوة التي يتميز بها المجتمع العراقي، فتوفير وجبات الإفطار ضمن المنطقة التي تعيش فيها يغنيك عن البحث عن 

محتاجين.

كما أن تقديم المساعدات المادية أو المعنوية للأسر المحتاجة، حتى لو كانت عن طريق التحويلات المالية البسيطة بواسطة الأنترنت، وتقديم الملابس القديمة أو الجديدة  أو الهدايا يرسم الفرح في عيون الأطفال والكبار، ومثل هذه الالتفاتة الأخوية والمساعدات المقدمة تجعل حياتنا اكثر سعادة وعلاقاتنا الإنسانية والاجتماعية اكثر

قوة. 

إن التأثير النفسي على حياة المتبرع يجعل مساحة المحبة في قلبه، وبالتالي ما بينه وبين الناس اكثر اتساعا، وبالتالي تتحقق الراحة النفسية والاستقرار الروحي ويكون إنسانا افضل .