القوقع المخروطي.. مواجهة غير متوقعة مع الموت

استراحة 2025/03/18
...

 ترجمة وإعداد - أنيس الصفار          

                       

كان فرانك يمارس هواية الغوص في مياه البحر الأحمر عند الساحل المصري حين وقع بصره على تلك القوقعة الجميلة والتقطها. لم يعلم إلا لاحقاً كم كان محظوظاً إذ بقي على قيد الحياة. التقط فرانك، الذي رغب في ابقاء اسمه الأول مجرداً، تلك التي بدت أشبه بقوقعة أو محارة وتأملها بافتتان وإعجاب ورغب بشدة في الاحتفاظ بها حين يعود إلى بلده كتذكار لأول رحلة قام بها إلى الحيد المرجاني، بيد أنه عدل عن ذلك وأعادها إلى الماء وانصرف .. وكانت تلك رحمة من الله. فبعد أشهر قليلة من ذلك صادف صورة على الإنترنت لقوقعة من نفس النوع وصعقته الصدمة. فالذي كان بين يديه في ذلك اليوم هو كائن بحري يسمى "القوقع المخروطي".

تقول الدكتورة "نايسا سلبيغر" مديرة مركز يوهيرو لتطوير علم المحيطات أن الصورة بالتأكيد لقوقع مخروطي، لكنها لا تستطيع الجزم إن كانت تلك صدفة فارغة أم أن القوقع لا يزال بداخلها.  تمضي سلبيغر محذرة: "القوقع المخروطي كائن شديد السمية ويشكل خطراً على الإنسان، لذا ينبغي الابتعاد عنه وتركه لشأنه." ورد في مقالة نشرتها مؤسسة "حفظ المحيطات" أن القواقع المخروطية من أشد الحيوانات سمية على وجه الأرض، وهي توجد عادة في الشعاب المرجانية او مختبئة في الرمال. يمتلك هذا القوقع سناً يشبه رأس الرمح يسمى راديولا يمتد منه انبوب يحقن السم في جسم الضحية، وهو يستخدمه لاصطياد الأسماك والديدان وشلها قبل افتراسها، بيد أن الانسان معرض للخطر ايضاً اذا ما تعرض للوخز عند وطئ القوقع او التقاطه بيده.  تضيف المقالة أن هنالك 600 أو 700 نوع من هذه القواقع وجميعها سامة ويختلف تركيب السم بين نوع وآخر. في البداية يشعر الملدوغ بدغدغة شديدة او خدر في موضع الحقن قبل أن ينتشر السم من الطرف الملدوغ في الجسم كله. لم يكن فرانك قد سمع بهذا الكائن من قبل لذا اقتطع لقطة من شريط الفيديو الذي صوره تحت الماء تظهر فيها يده وهي تمسك بالقوقع وتقلّبه ووضعها على موقع "ريدت" عبر الانترنيت ليرى ردود الأفعال. جاء في أحد التعليقات: "انت محظوظ ولكنك أحمق ايضاً." قال آخر: "لا تلتقط شيئاً لا تعرفه في عالم الحياة البرية."

قال ثالث: "أنا ايضاً أحب الغوص لكن القاعدة رقم واحد بالنسبة لي تقول لا تلمس شيئاً."