النظارات الشمسيَّة موضة أم حماية للعين؟

استراحة 2025/03/24
...

ترجمة: شيماء ميران

 

إن اختيار النظارات الشمسيَّة المناسبة هو إضافة قد تجعل مظهرك انيقا او لا. ولكن ما هو أصل هذا الابتكار الانيق والعملي؟ في عصور ما قبل التاريخ، ارتدى شعب الاسكيمو النظارات البدائية المصنوعة من الناب العاج لفيل البحر (حيوان الفظ) بعد أن فتحوا فيه شقوقا، لتساعدهم في علاج العمى الثلجي، (وهو انخفاض مؤقت في الرؤية بسبب ضوء الشمس الساطع المنعكس عن لون الثلج)، لكنها لم تكن عصرية مثل نظارات "هيتومي" الشمسية اليوم.

تروي أحدى الاساطير أن الامبراطور الروماني "نيرون" كان يرتدي عدسات من الزمرد اثناء مشاهدة معارك المصارعين، لكن شكك العديد من المؤرخين بهذا الرأي. في القرن الثاني عشر، أدخل الصينيون بعض التحسينات الطفيفة على نموذج الاسكيمو، إذ استخدموا الكوارتز الدخاني في صناعة العدسات وذلك بغية اخفاء تعابير وجوه القضاة، وليس لغرض الاناقة او الحماية من أشعة الشمس. وفي منتصف القرن الثامن عشر، بدأ اطباء العيون في لندن بتجربة العدسات الخضراء للمساعدة في علاج بعض مشاكل الرؤية، لأن اللون الاخضر هو أفضل لون لحماية العينين من أشعة الشمس. وبقيت النظارات ذات اللون الزمردي شائعة بعض الوقت، ونجد ذلك واضحا في إشارات عديدة تخللت أعمال الروائي الاميركي "ناثانيال هوثورن" والشاعر والناقد الاميركي "إدغار آلان بو". لم يتم ابتكار النظارات الشمسية بشكلها الحديث اليوم إلا في القرن العشرين. ففي العام 1929، بدأ رجل الاعمال الاميركي "سام فوستر" ببيع أول نظارات شمسية وانتاجها بكميات كبيرة، والتي سرعان ما أصبحت رائجة في ممشى "اتلانتيك سيتي". وبعد بضع سنوات، دخلت شركة "باوش آند لومب" في المجال وبدأت بتصنيع النظارات الشمسية للطيارين العسكريين الاميركان، بتصميم لم يتغير كثيرا منذ أن ارتدت شخصية "الجنرال دوغلاس ماك آرثر" في السينما النظارات لترسم اتجاها جديدا في السينما. تمتعت النظارات الشمسية في العقود التي تلت ذلك بشعبية متفاوتة، وطرأت عليها بعض التحسينات من ناحية التصميم. لكن في ثلاثينيات القرن العشرين اُدخلت عليها أهم التحسينات التكنولوجية وهي العدسات المستقطبة، التي تساعد على تقليل التوهج وبنحو كبير، وبالتالي تقلل من خطر تلف العين بسبب الاشعة فوق البنفسجية. 

عن موقع متحف النظارات