بذل الصدقات يعزز الشعور بالمسؤوليَّة تجاه المحتاجين

فلكلور 2025/03/27
...

 بغداد: غيداء البياتي  

 

أكبر تحدٍ يواجه الوالدين في موضوعة التربية، يتمثل بغرس القيم والمبادئ والعادات السامية في نفوس أبنائهم منذ السنوات الأولى من أعمارهم حتى البلوغ، فبحسب مختصين بعلم الاجتماع والتربية فإن الاسرة هي البيئة الأولى التي تساعد الابناء على أن يصبحوا أشخاصا صالحين، وأيام الشهر الفضيل تعد فرصة لتقويمهم وحثهم على البذل ومساعدة الآخرين .


روح المساعدة

المعلمة في مدرسة المهج الابتدائية رفقة شوقي تعمل على استثمار أيام شهر رمضان لغرس بذور العادات والتقاليد والقيم الطيبة في نفوس أولادها، مبينة أن "أهم ما يمكن زراعته في نفوس الصغار هو العطاء الذي يعني الرحمة، لا سيما أنه من الاعمال التي يحبها الله تعإلى ورسوله الكريم كما في قوله (ص)"الراحمون يرحمهم الرحمن؛ أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، خاصة انه كان لا ينفق بما يزيد عن حاجته فقط وانما يتصدق بما هو في حاجة اليه ايضا، لذلك يجب ان أجعل اولادي يقتدون برسولهم ".

عمل الخير

وأكدت شوقي بأنها تريد تنشئة أولادها على الرحمة والكرم وحب الخير، وأن يجعلوا العطاء جزءا من حياتهم اليومية، من خلال مشاركتهم لها في تقديم المواد الغذائية لبعض العوائل المتعففة في المنطقة، او مشاهدتها وهي تقدم الصدقات للفقراء، وأشارت إلى أن تلك المشاركات والمشاهدات سوف لن تمر حتما مرور الكرام في أذهان الصغار، بل ستترك اثرا عميقا في نفوسهم حتى يصبح العطاء جزءا من شخصيتهم وأسلوب حياتهم في المستقبل . 

التعلم من خلال اللعب

واسترسلت شوقي في حديثها قائلة: "إن هنالك تقريرا كانت قد نشرته أخصائية الأطفال مارسيلا كافولي في مجلة (آتر بارون) شددت فيه على أهمية استغلال اللعب مع الأطفال في زرع ما يريده الاباء من قيم ومبادئ في نفوس صغارهم في سن مبكر، لما يوفره اللعب من فوائد لتنمية المهارات الاجتماعية".


صفات متوارثة

من جانبه نوه المواطن موفق أبو منتظر، بأن العطاء لا يرتبط بموسم معين ولا يقتصر على منح المال للمحتاج، وهو ما يحاول ايصاله إلى  اولاده وأحفاده، وانما جعل ذلك أسلوبا للحياة والسلوك بين الناس، وهو بالضبط ما تربى عليه وأراده أن يكون متوارثا بين أفراد عائلته، مؤكدا أن بإمكان الفرد أن يقدم المساعدة ويعين أخيه المسلم الذي يحتاجه في كل وقت وفي اي مكان وليس خلال أيام شهر رمضان فقط بل يجب أن نجعل الانسانية والعطاء جزءا من جوهر حياتنا وحياة أولادنا اليومية، موضحا أن العطاء يمنح السعادة لانفسنا أولا وليس للآخرين فقط، سيما ان الكرم والعطاء هما صفتان متلاصقتان بالعراقيين وانهما في تكوينهم الوجداني وخلقهم الطيب، لذا من الجميل أن نجعل من تلك الصفات متوارثة عبر الأجيال .


استثمار التكنولوجيا 

مدير الدراسات في إصلاح الأحداث بوزارة العدل الدكتور ولي الخفاجي اوضح لـ"الصباح": ان العائلة هي البيئة الاولى التي يكتسب من خلالها الطفل سلوكياته التي تساعد في بناء شخصيته، لذلك من اولويات الاسرة اعطاء اهمية كبيرة لمواضيع التنشئة الاجتماعية للصغار، لا سيما أن علماء النفس أكدوا على بناء شخصية الاطفال في السنوات الخمس الاولى من عمرهم، لكونهم في هذه السنوات يراقبون سلوك الاب والام وبقية افراد الاسرة، ويرون طريقة تعامل الابوين مع الاخرين وحتى مع بعضهم ويقلدونهم، لذلك قيل "الابن على سر أبيه"، وان هذه التنشئة الاجتماعية بحاجة إلى وسائل وبما اننا في عصر التطور والتكنولوجيا والأطفال يقتنون تلك الاشياء المتطورة مثل الموبايل وبقية الاجهزة اللوحية، لذلك يجب أن نكون واقعيين وان نشترك في تنشئتنا للصغار تلك الوسائل، مستغلين بعض البرامج التعليمية المهمة، فضلا عن الوسائل الثقافية المساعدة على التربية .

الخفاجي أكد أن  شهر رمضان المبارك يعد هو أحد الوسائل المهمة في تنشئة شخصية الطفل، لكون المثيرات في هذا الشهر تكون أكثر من غيرها في بقية الشهور  مثل اجتماع كل افراد الاسرة على مائدة واحدة .


صيام العصافير

وأوضح الخفاجي أن على الأهل تشجيع أولادهم على ما وصفه بصيام العصافير "المتقطع" كي لا يحرمونهم من تجمع الأهل على مائدة الإفطار، وكذلك حثهم على المساعدة والمشاركة بتجهيز المائدة وتوزيع "الثواب" او صحون الاطعمة بين الجيران، فضلا عن منحهم بعض النقود لتسليمها إلى الفقير وتعريفه بأهمية اخراج (زكاة الفطرة) في هذا الشهر، كونها تمثل دعما للأسر المتعففة .