اعتداءات صهيونية بالجملة على لبنان

قضايا عربية ودولية 2025/04/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


بينما مازالت الأوساط السياسية في بيروت تحلّل مخرجات زيارة المبعوثة الأميركية للبنان، وما يمكن أن تتمخض عنه المرحلة المقبلة من عناوين تتصل بالمشهد اللبناني المشحون بالترقُّب، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني خروقه وعملياته العسكرية في جنوب لبنان خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار؛إذ استهدفت مسيّرة معادية سيارة (رابيد) على طريق بلدة الناقورة في قضاء صور، وأفاد مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة بأن الغارة أدت لاستشهاد مواطن في حصيلة أولية. وتُمعن “تل أبيب” في سياسة الاعتداءات المستمرة على لبنان، في وقت تسعى فيه بيروت لتفعيل الضغط الدولي عبر عواصم القرار المعنية لوقف الاعتداءات المذكورة، وكما هو واضح ما من ضغط حقيقي يكبح جماح تلك الاعتداءات حتى الآن لتأخذ عمليات الخرق الصهيونية منحى تصاعدياً يطول بنيرانه الجنوب ومناطق أخرى على امتداد الخريطة اللبنانية، فقد توغّلت جرافة صهيونية ترافقها دبابة ميركافا، إلى بركة النقار جنوب بلدة شبعا، وقامت بعملية تجريف ورفع سواتر في المنطقة، وفي وقت سابق من صباح أمس الأحد ذكرت معلومات نقلتها مواقع خبرية لبنانية في الجنوب، بأنّ الجيش الصهيوني ألقى قنابل مضيئة في الأجواء المقابلة لبلدة حولا، فيما أشارت إلى أنّ مسيّرة صهيونية ألقت قنبلة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين.

إلى ذلك، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن “ما يجري جنوب نهر الليطاني خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي”، وقال في بيان: “ألفت نظر ذوي الخبرة والاطلاع إلى أن ما يجري في الكواليس خطير ولا يخدم المصلحة الوطنية، وبعض النجوى اللبنانية أخطر من غرف العمليات الصهيونية”، وأضاف: “الخطير أنّ الأولويات انقلبت بشدة، وتجارة الوطن الزائف أصبحت رائجة، لدرجة أنّ السيادة عند البعض باتت لا تعني وطناً بل تعني مصدر رزق وما يلزم من فرص للكيد والابتزاز، والأخطر أنّ البعض يصرُّ على تجذير الانتداب الجديد بطريقة تخدم ذوبان البلد واقتلاع سيادته وتفكيك قوته التاريخية”.

وقال: “ما يجري جنوب النهر (الليطاني) خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي، ودون سياسات حكومية لن تقوم إدارة ولا مرفق عام، ويبدو أنّ الحكومة ليست بوارد حمل الأعباء الثقيلة، بمعنى أنها لا تريد، ووظيفتنا العليا حماية القرار الوطني ووضع الحكومة على الأرض، وتذكروا يا شركاءنا أنّ لبنان أكبر 

من أن يبتلعه أحد”.

من جانبه، رأى عضو كتلة “التّنمية والتّحرير” النّائب قاسم هاشم، أنّ “دقّة المرحلة وخطورة ما يواجهه لبنان والمنطقة من مشاريع ومخطّطات تطول تركيبة وجغرافيّة وطننا والأقطار العربيّة، لتكريس واقع يفرض قوّة الكيان الصّهيوني وحضوره وهيمنته، بمباركة ودعم أميركا ومن يدور في فلكها إقليميًّا ودوليًّا، كلّ هذا يدفعنا إلى تمتين الموقف الدّاخلي لمواجهة ما يدور في كواليس الخارج”.

وأشار، في تصريح من بلدة شبعا جنوب لبنان، إلى أنّ “بعض أصوات النّشاز، لا تفقه من الثّوابت الوطنيّة إلّا المصالح الضيّقة في ميزان المعادلات الأساسيّة”.

بدوره، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى “أننا نعيش في ظلّ نظام ديمقراطي برلماني وفي ظل ميثاقية وطنية”، موضحاً أنّ “التعددية والفدرالية والمركزية مفردات غريبة عن قاموسنا السياسي والدستوري”.

ولفت الراعي، في عظته خلال قداس الأحد في بكركي، إلى أنّ “غاية البعض هي السيطرة على الدولة وليس تحديث النظام”، مشدداً على أنّ “بعض من يدعون لتغيير الدستور يهدفون إلى توسيع سلطتهم في الدولة وليس تحسينها”، معتبراً أنّ “دور المواطن هو الغائب في لبنان”.