من المدرّب الأكفأ لقيادة منتخبنا الوطني في المرحلة المقبلة؟

الرياضة 2025/04/08
...

 قراءة : د. عدنان لفتة


من مدرب المنتخب الوطني الجديد؟ ومتى ستتم تسميته أو الإعلان عنه؟ أهو مدرب أجنبي أم عربي أم محلي؟ أسئلة تتردد بإلحاح في الشارع الرياضي العراقي المصدوم من هول المفاجأة القاسية التي تعرّض لها في آخر جولات تصفيات مونديال (2026) بالخسارة أمام أضعف منتخبات المجموعة (فلسطين) وهي الخسارة التي أطاحت برأس المدرب الإسباني كاساس وأبعدته عن كرتنا بعد ربيع استمر لسنتين حظي به بكل الدعم والمساندة جماهيرياً وإعلامياً وحكومياً!!

نهاية كاساس

مهمة كاساس انتهت ولا عودة لها ومن يصرحون بأنَّ الاتحاد الكروي سيعود إليه لتسليمه الحقيبة مرة أخرى واهمون، فما يجري الآن هو عملية تفاوض مع المدرب لحسم المتعلقات المالية المتبقية له والتي ستكون رواتب شهر أو شهرين وهذا ما سيقدمه الاتحاد بناءً على تسوية مالية بين الطرفين نراعي فيها مصلحة بلدنا والحرص على المال العام فمساعي الاتحاد هي عدم الذهاب إلى موضوع الشرط الجزائي وإنهاء العلاقة بشكل محترم يقدم فيه الشكر لما قدمه المدرب الإسباني الذي عليه بالمقابل حفظ صنيع العراق معه وما وفره له مالياً ومعنوياً ابتداء من رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني إلى أصغر مواطن عراقي، فما حدث خلال سنتين من تعامل طيب يجب أن ينال الأولوية بعيداً عن أي فقرات كتبت هنا أو هناك.

 

هل هناك فرصة للمدرب المحلي؟

 تاريخ مشاركاتنا في تصفيات كأس العالم على مدى التاريخ لم يكن إيجابياً مع أغلب المدربين العراقيين الذين لم ينجح أي منهم في كسب بطاقة التأهل للمونديال العالمي وحتى بطاقتنا الوحيدة في المكسيك عام (1986) جاءت على يد مدرب برازيلي اسمه فييرا ومشاركتنا في النهائيات أنيطت بمدرب برازيلي آخر هو إيفرستو المعار من منتخب قطر في حينها، وأكبر إنجاز في كأس آسيا (2007) تحقق على يد مدرب برازيلي برتغالي هو فييرا ومشاركتنا اليتيمة بعدها في كأس القارات بجنوب أفريقيا (2010) قادنا فيها العالمي بورا لذا ما حققه مدربو العراق اقتصر على بطولات الفئات العمرية التي ليس لها أي تأثير في خارطة العالم الكروية!!

هل بمقدور مدربي العراق إخراج منتخبنا من عنق الزجاجة؟ المهمة صعبة جداً والاتحاد يتشبث بالفرصة الأخيرة الممكنة بالحصول على ثلاث نقاط أو أربع من مباراتي كوريا والأردن اللتين لا تقبلان أي تفريط أو تهاون، لذا وكدعم لمدربينا لا نتمنى الزج بهم في هذا الموقف العصيب ويمكن أن نحسن من المسار بوضع مساعد أو مساعدين من الكفاءات ضمن الجهاز الفني للفريق وليس القيادة المطلقة، ومن يتحدثون عن إمكانية مدربينا النجاح فهي فرصة قد تحدث أو لا ومن الصعب الركون إليها كي لا نخسر الفرصة الماثلة لنا أمام التأهل المباشر 

الذي نستحقه بقوة. 


مدرب أجنبي كفء

التجربة المريرة مع كاساس الذي لا يملك خبرة سابقة قوية كمدرب أول وتجارب سابقة أخرى من المدربين تفرض علينا اختيار مدرب أجنبي كبير كفء ممن خبرتهم التجارب والأيام ويتمتعون بسيرة مضيئة تزرع الأمل فينا، فمن نتعاقد معهم لن يكون ليوم أو يومين بل لموسم كامل، وهنا لابد من التأني في اتخاذ قرار تسمية المدرب وعدم التسرع به كي لا نقع في الفخ مرة أخرى فلم نعد نتحمل مزيداً من الخيبات والفشل ففرصة التأهل تغيرت اليوم بوجود ثمانية منتخبات متأهلة إلى البطولة العالمية عن قارة آسيا. 

وفي الاستراتيجيات هناك دوماً الخطة (باء) فالخطة (ألف) من وجهة نظرنا تقضي بالتعاقد مع مدربين كبار من قبيل البرتغالي كيروش الخبير في آسيا بدليل عمله الناجح مع منتخب إيران وقيادته له إلى كأس العالم وعمله في أندية عالمية من وزن ريال مدريد ومانشستر يونايتد. 

وإن لم يكن هو فالخيار الأفضل هو مع المدرب حسين عموتة المتألق مع الأردن في كأس آسيا والمتمرس في الملاعب العربية وهو لا يحتاج إلى مترجم لكونه عربياً ويملك شخصية قوية فارضة لنفسها بين اللاعبين. 

وإن لم يتحقق هذا الخيار أيضاً فهناك مدرب منتخب المغرب الأولمبي طارق السكتيوي الذي قدم أجمل أولمبياد مع المغاربة ويمكن أن ينجح كثيراً مع مواهب كرتنا. 

الخطة (باء) تلزمنا في حال عدم إمكانية التعاقد مع أحد المدربين الثلاثة التوجه إلى مدربين واعدين وناجحين في دوري نجوم العراق في صدارتهم مدرب دهوك مسعود ميرال الناجح جداً في التعامل مع مواهبنا المحلية والمغتربة وأثبت قدراته كثيراً مع كرة دهوك في دورينا أو بطولة أندية الخليج. 

وفي حال عدم الاتفاق معه يمكن التفكير بمدرب رائع آخر هو أيمن الحكيم المبدع جداً مع فريق القاسم رغم قلة العدة والعدد لفريق لا يملك نجوماً كباراً ولا يملك الأموال لكنه يقهر الفرق الكبيرة بفضل كفاءة الحكيم. 

الخيار السادس والأخير المستحسن التعاقد معه في حال عدم النجاح في الاتفاق مع الخيارات السابقة هو مدرب الميناء حسام السيد المتألق جداً في أغلب تجاربه التدريبية والذي يمكن أن يشكل الإضافة لمنتخبنا بإذن الله. 

خيارات يمكن أن تعيد الأمل لكرتنا والقوة لفرصتنا للذهاب إلى كأس العالم بالتأهل المباشر بعيداً عن تعقيدات الملحق الآسيوي.