أمستردام: آمنة عبد النبي
منازل خشبية تسرد حكايات العصور الوسطى، ودوران البصر مع اجنحة الطواحين العملاقة لدرجة تشعر فيها بأنك تتجول داخل سطور إحدى الروايات حيث يمكن توثيق تاريخ وثقافة البلاد من خلال ريفها وأهم حرفها.
البندقيةُ الصغيرةُ، وفينيسيا الشمال، وموطنُ الزنابق، هكذا يُسمون قُراها الزاخرة بالبحيراتِ، حيثُ تغطي المياهُ خمسَ مساحتِها، وتستخدمُ القنواتُ المائيةُ فيها اكثر من الطرقِ والسيارات فوق أراضيها الواطئة وثقافتها التي غلب عليها الماء والبحارة الشجعان والجسور والقناطر التي تجاوز عددها عشرات الآلاف في هذا البلد.
الفنان التشكيلي ستار كاووش قال:»وهل هناك أجمل من أن تطقطق قباقيب الفلاحين في الريف ولو مرة واحدة، حتى تشعر وأنت تضع قدمك فيها وكـأنك واحداً من المزارعين الذين رسمهم فنسنت فان جوخ في لوحاته الخالدة. و شخصياً، لم يكفني رؤيتها ولا استعمالها والمشي بها، فأنا أنظر اليها بشكل آخر تماماً، إنها قطعة فنية انعجنت تربة هذه الأرض الخضراء واختلطت بثقافتها ورذاذ ماء بحر الشمال الذي يحيط بكل شيء هنا، هذه القباقيب هي جزء مهم من فولكلور وتاريخ هولندا، وهي التي أعانت رعاة أبقار الحليب وزارعي الورد في إعلاء شأن هذه الأرض الجميلة. وقد دخل القبقاب الخشبي في الأعمال الفنية واللوحات التي تشير الى طبيعة وثقافة هولندا، وبنيت الورشات التي تنتجه، كذلك وضعت صوره على طوابع البريد ويستعمله الهولنديون في العشرات من الأمثال الشعبية، كقولهم حول فتاة معينة حان وقت ذهابها الى سوق القباقيب وهو يعني أن الفتاة وصلت لعمر الثلاثين ولم تتزوج بعد».
اما بشرى الطائي اشارت الى ان الريف هو المتنفس الوحيد للهروب من ضوضاء المدن، ويقصدها المختنقين كعلاج نفسي لكل أزمات الغربة وضغوطات العمل حيث يتنقل الناس داخل القرى باستخدام القوارب التقليدية، بنزهةٍ
خلّابة تمنح زائريها جمالية الغوص تحت سطح البحر لرؤية جاليري الصدف المرجانية في حين عبر السائح القادم من مدينة لييج الفرنسيّة.
من جانبه، بين هيثم حسان المناظر الخلابة وعدم وجود السيارات تمنحك الفرصة للاسترخاء بعيدا عن ضوضاء هذا العالم
خصوصا عبر استئجار قارب صغير وقضاء اليوم بين البيوت الساحرة، الناس جدا طيبون مسالمون، وأكثر ما يجذبني بها واجده غريباً،
متحف جلوريا وهو عبارة عن متحف يقع تحت سطح البحر، ويضم
العديد من الأصداف والشعاب المرجانية.