بابل تحتفي بحضارتها الخالدة

ثقافة 2025/04/13
...

 الحلة: فاضل العلي  


شهدت أرض بابل التاريخية انطلاق فعاليات اليوم العالمي للحضارة البابلية وسط حضور رسمي وثقافي وفني واسع، يتقدمه رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات السياسية وسفراء الدول ومديري الشركات والمستثمرين.

وفي تصريح خصّ به "الصباح"، أكد محافظ بابل ورئيس المهرجان عدنان فيحان الدليمي أن هذا الحدث يمثل "إبرازاً للعمق التاريخي لحضارة بابل، باعتبارها مهد الحضارات الإنسانية الأولى، وليس فقط كتراث ماضٍ، بل كحضارة نابضة بالحياة تستحق أن تُقدم للعالم بصورة متجددة".

وأوضح الدليمي أن المهرجان سيكون منطلقًا نحو نهضة شاملة في مختلف القطاعات، من خلال استثمار الإمكانات المتوفرة لتحويل بابل إلى واحدة من كبرى المدن الاقتصادية في العراق، سواء على الصعيد الصناعي أو الزراعي أو التجاري.

وشدد على أن حضور رئيس الجمهورية، إلى جانب وفود دبلوماسية رفيعة وممثلين عن شركات عربية وعالمية، يعكس إدراكًا متزايدًا بأهمية بابل كموقع استراتيجي وتاريخي مؤهل للتحول إلى مدينة متقدمة.

وأشار إلى أن مدينة بابل، التي انطلقت منها الكلمة وسُن فيها أول قانون عرفته البشرية، والتي شهدت "معجزة رد الشمس" للإمام علي عليه السلام، ما زالت تدهش علماء الآثار بما تختزنه من كنوز تكتشف مع كل تنقيب جديد.

كما أبرز أن الحضارة البابلية لم تكن فقط من أقدم حضارات العالم، بل هي التي أرست أسس الكتابة والتشريع والفنون والعلوم، وأن الاحتفاء بهذا اليوم هو مناسبة لإعادة تقديم هذا الإرث العظيم كجزء من الهوية الإنسانية الجامعة.

ومن بين الفعاليات اللافتة في المهرجان، كان نصب مجسم عملاق يحمل اسم "بابل" على قمة أحد الجبال المطلة على المدينة الأثرية، ليكون علامة معمارية بارزة تخلّد حضارة تمتد لآلاف السنين. وقد صُمم المجسم بأيادٍ بابلية خالصة، بارتفاع 8 أمتار لكل حرف، وزُيّن بنقوش سومرية تعكس العمق الثقافي للمكان، وتم إنجازه في مدة قياسية لم تتجاوز 11 يومًا، ليُعد إنجازًا يجسّد روح الإبداع البابلي المتجدد.

كما شهد المهرجان افتتاح أرض المعارض التي ضمّت مشاركات واسعة من معامل ومصانع وشركات محلية، إلى جانب معرض الزهور والنباتات بمشاركة نخبة من أبرز المشاتل العراقية، وعُرضت فيه نماذج نادرة من الأشجار المعمرة. وتضمن المهرجان أيضًا بازارًا للأعمال اليدوية التي عكست التراث البابلي الأصيل، وجلسات علمية ومؤتمرات متخصصة إلى جانب عروض فنية وثقافية وشعرية سلطت الضوء على عظمة وتاريخ بابل كأهم الحواضر التي ساهمت في تشكيل الحضارة الإنسانية.

وقد شهد اليوم الثاني من الفعاليات حضور وزيري الثقافة والتعليم العالي، إضافة إلى نخبة من كبار علماء الآثار والتنقيب من مختلف دول العالم، مما أضفى على المهرجان طابعًا علميًا دوليًا يعكس أهمية بابل كمركز للبحث والدراسة 

والاكتشاف.